أودع قاضي الأحداث بمحكمة وادي أرهيو أول أمس التلميذ "س-ك" الحبس المؤقت، بتهمة إهانة موظف بالعنف، الحادثة يعود تاريخها إلى يوم 25 جانفي الجاري، حين تعرض الاستاذ "ف-م" وهو أستاذ مادة اللغة العربية بثانوية أول نوفمبر بجديوية، إلى اعتداء على يد التلميذ، سبب له عجزا ب10 أيام، حيث لا يزال التحقيق جاريا، ومن جهة أخرى مثلت مجموعة من التلاميذ بذات المؤسسة ظهيرة أول أمس أمام المجلس التأديبي للفصل في التجاوزات التي يقوم بها ثلة من التلاميذ. وقد عرفت حادثة الإعتداء على الأستاذ المذكور، ردود فعل عديدة، من بعض نقابات التربية، التي رأت أن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي بدأت تعرف منحنيات خطيرة للغاية، ونهار أمس فقط، أصدرت نقابة مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، بيانا جديدا، عبّرت فيه عن استغرابها لردّ فعل وزير التربية السيد أبو بكر بن بوزيد، الذي لم يكذّب وقوع حادثة الإعتداء على الأستاذ، لكنه أكّد بأن الصورة التي نشرتها له الصحافة الوطنية ليست للضحية، وبالفعل تبيّن بحسب ما أفادنا به أحد النقابيين، أن الصورة تخص رجل تعليم بولاية بومرداس، وذكّرت "الكلا" بالمناسبة أن ما حدث من عنف في المؤسسات التربوية يتجاوز ما عكسته الصورة المنشورة، فقد سُجلت حالة وفاة، واعتداءات بالخناجر والسيوف، وتهديدات بالقتل، كما أن المخدرات غزت المؤسسات التربوية، وأن ثانوية جديوية ما هي إلا عينة لما تشهده المؤسسات التربوية من عنف، وأضاف بيان "الكلا" أنها قامت بدراسة بهذا الشأن ولفتت انتباه المجتمع لخطورة الظاهرة، التي جعلت الجزائر تحتل الصدارة في العنف المدرسي في المغرب العربي، حيث تمّ تسجيل خلال السنة الدراسية 2010/2011 أكثر من 25 ألف حالة اعتداء، ف 40 بالمائة من التلاميذ أكدت الدراسة أن لهم سلوعا عدوانيا، و60 بالمائة منهم تعرضوا لأعمال عنف، وخلال السنة الدراسة المذكورة، كشفت الدراسة أن حالات العنف المسجلة تتوزع إلى 3500 حالة عنف بين التلاميذ بالتعليم الإبتدائي، و13 ألف حالة مماثلة بالتعليم المتوسط، وأكثر من 3 'لاف حالة أخرى بالثانويات. وبخصوص إعتداءات التلاميذ على أساتذتهم تمّ تسجيل 201 حالة بالإبتدائي، و2899 بالمتوسط، و1455 بالثانويات، أما بخصوص إعتداءات الأساتذة والمعلمين ضد التلاميذ، فتمّ إحصاء 1942 حالة في كل المستويات، بالإضافة إلى 501 حالة عنف ما بين الأساتذة.