أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس عن الفتى خالد الشيخ (15 عاما)، وهو أصغر أسير فلسطيني في سجونها. وقد تحدث الشيخ فور خروجه من سجن عوفر غرب رام الله بالضفة الغربية عن حادثة اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب رغم مرضه. وقال "تعرضتُ للضرب فور اعتقالي قرب جدار الفصل، كما وُجهت إليّ الشتائم والضربات طيلة مراحل التحقيق معي ونقلي إلى المحكمة". ويعاني الشيخ من مرض فقر الدم، وقال إن سلطات الاحتلال سمحت بفحصه طبيا بعد فترة طويلة من اعتقاله يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم يتلقَ خلال اعتقاله سوى "مسكنات ليس لها علاقة بمرضه". وقال إن الأسرى المرضى في قسم 13 بسجن عوفر المخصص للأطفال والقاصرين، لا يتلقون العلاج المناسب، ويتعرضون للضرب والإهانات بصورة مستمرة. ومثل خالد الشيخ خمس مرات أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، قبل أن تقرر سلطات الاحتلال سجنه لمدة أربعة أشهر مع غرامة مالية بتهمة إلقاء الحجارة على دورية للجيش الإسرائيلي قرب قريته بيت عنان شمال غرب القدسالمحتلة. وقال الشيخ إنه كان ينقل مع عدد من الأطفال الأسرى إلى المحكمة مقيدي الأيدي والأقدام وفي حافلة تسمى "البوسطة" مع كلاب بوليسية. ولم تسمح سلطات الاحتلال لعائلة الشيخ بزيارة ابنها والاطمئنان على وضعه الصحي طيلة فترة اعتقاله، وقالت والدته نادية الشيخ إن الاحتلال لم يسمح بإصدار تصريح زيارة لهم إلا يوم 7 مايو/أيار القادم، أي بعد موعد الإفراج عنه الذي كان مقررا يوم 24 أبريل/نيسان الجاري. وأضافت الأم -التي لديها ستة أبناء أكبر من خالد- إن العائلة كانت في حالة قلق شديد لأنه اعتقل بعد أيام من بدئه علاجا خاصا في مستشفى رام الله من أجل الحد من فقر الدم الذي عانى منه مؤخرا. وذكر والده حسام الشيخ أن ابنه تعرض للضرب المبرح عند اعتقاله، وأن جنود الاحتلال نقلوه فاقدا للوعي إلى مسافة بعيدة في الجهة الأخرى من جدار الفصل العنصري. وروى حسام أنه شاهد الكدمات والدم ينزف من وجه خالد عند نقله بعد اعتقاله إلى مركز تحقيق تابع للشرطة الإسرائيلية في مستعمرة "بنيامين" قرب رام الله، حيث لم يسمح له بالاقتراب منه أو الحديث معه. ونقل والده عن تقرير لمؤسسة حقوقية أن ابنه خضع لأول فحص طبي بعد أكثر من شهرين ونصف على اعتقاله، رغم إبلاغ المحامي سلطات الاحتلال بمرضه منذ يوم اعتقاله. وحسب الوالد فإن الإفراج عن ابنه قبل أسبوع من انتهاء محكوميته كان مفاجئا، لكنه جاء بعد ضغوط كبيرة من مؤسسات دولية حقوقية وكذلك من أعضاء الكنيست العرب الذين تدخلوا بشكل يومي من أجل الإفراج عنه وعودته لاستكمال علاجه. وأفرج عن خالد الشيخ عشية يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 أبريل/نيسان، بينما تشير آخر إحصائية لنادي الأسير الفلسطيني إلى وصول عدد الأسرى الفلسطينيين القاصرين في سجون الاحتلال (دون 18 عاماً) إلى 205. وما زال مائة من الأسرى الأطفال يقبعون في سجن "عوفر" غرب رام الله، بينما يقبع 63 آخرون في سجن "مجدو"، و42 في سجن "هشارون" شمال فلسطينالمحتلة عام 1948