"دول الساحل قادرة على حل مشاكلها بنفسها" انتقد وزير الخارجية مراد مدلسي التغطية الإعلامية المكثفة التي تلقاها قضية الأمن بمنطقة دول الساحل، معتبرا أن "الساحل مجموعة من البلدان لها مستقبل وتتوفر على ثروات طبيعية وعلينا العمل من أجل أن تحل بلدان الساحل مشاكلها بنفسها". وأكد مدلسي، خلال نزوله ضيفا على برنامج "قضايا الساعة" لقناة "كنال الجيري"، أن حل المشاكل بمنطقة الساحل يمر عبر استقرار شعوب المنطقة من خلال تحسين ظروفهم المعيشية"، مردفا القول "بعض الجماعات الإرهابية تنشط في منطقة الساحل مستغلة بذلك شساعة هذه المنطقة وطبيعتها الطبوغرافية". وأشار مدلسي إلى أن الجزائر تحاذي دول هذه المنطقة على امتداد يفوق 3700 كلم، وأن "المصالح المعنية لبلدان الساحل تتكفل بالقضية". وشدد مدلسي على نوعية العلاقات التي تربط الجزائر بجيرانها الأفارقة ووصف الروابط بينهم ب "الممتازة "، مضيفا أن "ليس للجزائر أي مشكل مع أي بلد إفريقي، وكل سنة يتم تسجيل تقدم في مجال التعاون الثنائي مع العديد من البلدان الإفريقية، لا سيما مع تلك التي تجاورنا من المغرب العربي ومنطقة الساحل". وبخصوص ظاهرة الإرهاب، توقف وزير الخارجية الجزائري عند موقف الجزائر من الفدية، مذكرا بأنها كانت وراء مبادرة تدين دفع الفديات للإرهابيين، من منطلق أن ذلك يبقى على الظاهرة قائمة، وقد صادق مؤخرا مجلس الأمن بالأمم المتحدة على اللائحة 1904 باقتراح من الجزائر. وفي هذا الخصوص قال مدلسي "عندما نعمل على نفاذ موارد تمويل هذه الظاهرة فنحن نعمل على القضاء على الإرهاب في حد ذاته"، مؤكدا استمرار مساعي الجزائر وجهودها إلى أن يتم التصديق على هذا الاقتراح على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوقف مدلسي عند ملف العلاقات الجزائرية الفرنسية من باب الاقتصاد ومن زاوية براغماتية، واعترف أن الأمر يتعلق "بمصالح اقتصادية في مختلف المجالات مع فرنسا وهناك أيضا جاليتنا التي لا تزال في حاجة إلى تحسين ظروفها المعيشية في هذا البلد"، مضيفا أن قضايا كثيرة تجمع البلدين، خاصة الاستثمار الفرنسي بالجزائر، ومسائل التجارب النووية الفرنسية في صحرائنا، مؤكدا أن مجموعات عمل مشتركة تجتهد في هذا الموضوع وأن الأمل معقود أن تحقق تقدما قبل موعد زيارة نظيره الفرنسي بيرنار كوشنير إلى الجزائر خلال الأسابيع المقبلة . أما عن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، فأكد مدلسي أن الجزائر "لطالما شجعت إنجاز مشاريع ملموسة في الفضاء شبه الإقليمي لفائدة السكان ومنطقة المتوسط، معربا عن أمله في أن ترى بعض المشاريع النور في هذا الإطار خلال سنة 2010". وبخصوص قضية الصحراء الغربية أكد مدلسي أنها تمثل "مشكل تصفية استعمار حقيقي" مضيفا "ما لم تتاح للشعب الصحراوي فرصة تقرير مصيره فان المشكل سيظل قائما". . مشددا على حاجة الجميع " لأن يسوى هذا النزاع في أقرب الآجال ولا يزال الأمل في رؤية هذه القضية تعالج على مستوى سياسي قائما". ، وفي ذات السياق انتقد ذات الوزير حالة اللامساواة تعاني منها افريقيا التي تسعى للحصول على " مقعدين دائمين و 5 مقاعد أخرى غير دائمة على مستوى هذا المجلس علما أنها لا تملك حاليا إلا 3 مقاعد غير دائمة".