3- كوليت شربوك في المطار ما زالت كوليت متوترة، وأخيرا تلمحه من مدخل المطار رفقة الفتاة، تسرع إليه: "جاك" لقد تأخرت. - أنا في الموعد لم أتأخر... - هذه البلاد... تعرف كم أكره المجيء إليها، لم أفكر يوما في زيارتها، منذ رحيلنا عن بيتنا وذكريات الطفولة .....، لقد منحنا هذا الشعب كل شيء، وطنا وتاريخا، وحضارة ... لكنهم لم يقدموا لنا ولا كلمة شكر لكل ما فعلته فرنسا من أجلهم.... تقول كوليت لأخيها جاك. كنت في التاسعة عشر من عمري، وادوارد في ال 23 ولم أكن أتوقع أننا سنفترق بتلك الطريقة، الهروب من الموت، وانتقام هذا الشعب لم يعطني الوقت الكافي حتى لتوديعه..... تسترسل كوليت في حديثها عن فتى أحلامها الأول الذي ترعرت رفقته في الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي للبلاد. - لا بأس لم يبق الكثير، ساعات قليلة وتغادرين أنت و"صافو"، يرد عليها "جاك" ويقدم لها الفتاة: هذه هي "صافو شربوك" راوغت جدتها وتمكنت من إحضارها. تحمل الفتاة بين ذراعيها.... "صافو" أنا عمتك "كوليت"... لم أرها منذ أن كان في عمرها 3 أشهر، إنها في الرابعة من العمر الآن. - كم هي جميلة إنها تحمل بعضا من ملامحك. - هل لديك شك في ذلك ...؟ بالصدفة، كان "سليم" صديق "عبد الله" متواجدا بالمطار لقد كانت ورديته في شرطة الجمارك ذلك اليوم، وإذا به يلمح الفتاة مع الفرنسي. - ماذا تفعل "صفية" رفقة الفرنسي، أتراهم سلموها له بهذه السهولة -يقول سليم في نفسه - يتصل بعبد الله خال الفتاة، ويستفسر عن الأمر... ومباشرة يتحرك رجال الشرطة لإيقاف العملية. الهاتف يرن، يقطع حبل تفكير "صفية" التي استحضرت كل صور الماضي، قرابة الثلاث ساعات من الزمن. - السيدة "صفية" معك الضابط "مصطفى" من مركز الشرطة، هلا تقدمت لدينا من فضلك ... - هل وصلتم إلى شيء؟ - فقط تعالي وسنتحدث في الأمر..