بدأ الشارع المحلي بأدرار يتحدث بقلق عن استفحال ظاهرة التسول في صفوف المهاجرين غير الشرعيين الذين تقطعت بهم السبل والذين قد يلجأون إلى الاعتداءات من أجل الحصول على رغيف خبز، كما أعرب عن تخوفه من منافسة هذه اليد العاملة الرخيصة على حظوظ السكان المحليين من المناصب. يعمل العشرات من المقيمين الأفارقة في محلات الخياطة وطهي لحم "ميناما" بينما فضل آخرون بيع العطور والمراهم والنظارات الشمسية غير الطبية على الأرصفة. كما يمتهن المئات منهم التسول والأعمال الشاقة، حيث تفاقمت الظاهرتان مؤخرا بشكل خطير، ففي طريق بني وسكت يتجمع المئات من الأفارقة جنبا إلى جنب مع طالبي الشغل الجزائريين بحثا عن فرص عمل بإحدى ورشات البناء، الري المحيطات الفلاحية أو المنازل وكثيرا ما يقع الأفارقة الغلابي في يد مقاولين وانتهازيين، حيث يقومون باستغلالهم أبشع استغلال ويتقاضون نظير ذلك أجرا زهيدا لا يتجاوز غالبا 400 دينار يوميا، وقد أثر تزايد العمالة الإفريقية الرخيصة على حظوظ العمالة الجزائرية بالمنطقة وبات يشكل هاجسا مقلقا خاصة في ظل استفحال ظاهرة البطالة واتساع دائرة الفقر. وفي سياق متصل أفاد مصدر مسؤول بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بأدرار أنه تم ترحيل 58 مهاجرا سريا من دول الساحل والصحراء بعد إدانتهم بالهجرة غير الشرعية والتزوير واستعمال المزور من قبل العدالة الجزائرية، حيث قضت بحبس معظمهم ستة أشهر غير نافذة وطردهم من التراب الوطني. وأوضح ذات المصدر أنه تم تسجيل 9 قضايا تتعلق بالهجرة السرية منذ مطلع السنة بأدرار فقط، وهو ما يؤكد تراجع الظاهرة مقارنة بالأعوام السابقة ففي 2007 تم توقيف وترحيل 118 مهاجرا سريا 97 من مالي 8 من النيجر 5 من بوركينا فاسو و1 من سوريا والبقية من الدول الإفريقية الأخرى كالسنغال، بنين، غانا، غينيا، وغينيا بيساو والكونغو الديمقراطية وذلك إثر تسجيل 21 قضية تتعلق بالهجرة السرية.