رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة، أن تكون بلاده ممرا للسلاح إلى سوريا ، نافيا بذلك تصريحات لمسؤولين أميركيين بأن الحكومة العراقية رفضت طلبا أميركيا لإيقاف طائرات شحن إيرانية إلى دمشق.وقال المالكي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إن " العراق لا يسمح بأن تكون أرضه أو سماؤه ممرا للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان"، مشددا على أن "العراق مستمر في تطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة وخاصة بالنسبة للحالة السورية".وأكد أن بلاده "وضعت آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرضه وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا، وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري ويجنبه المزيد من إراقة الدماء".وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن الحكومة العراقية رفضت طلبات أميركية لوقف رحلات الشحن الجوي الإيرانية لسوريا، رغم علمها بمعلومات استخبارية موثوقة بأن هذه الطائرات تنقل نحو ثلاثين طنا من الأسلحة.وقالت صحيفة واشنطن تايمز إن الولاياتالمتحدة قدمت في الشهور الأخيرة عدة طلبات للحكومة العراقية بمن في ذلك المالكي مباشرة إما لوقف الرحلات الجوية أو السماح بتفتيش الطائرات طبقا للقانون الدولي. لكن العراق رفض الطلبات قائلا إن الطائرات تحمل معونة إنسانية فقط.وأشارت الصحيفة إلى أن موقع العراق بين إيران وسوريا يجعله طريق عبور مثاليا بين البلدين الشرق أوسطيين. لكن السماح بنقل الأسلحة جوا لسوريا قد يعني أن العراق يخالف قراري مجلس الأمن الأممي 1929 و1747 اللذين يمنعان صادرات الأسلحة من إيران.قلق أميركي في السياق أعربت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة عن قلقها بشان ما قالت إنها رحلات شحن جوية إيرانية تمر عبر العراق إلى سوريا، وقالت إنها حذرت بغداد من أن تلك الشحنات قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "دون الدخول في أمور استخبارية، نحن قلقون بشأن مرور رحلات شحن إيرانية فوق العراق متوجهة إلى سوريا".وأضافت أن الولاياتالمتحدة تجري مشاورات مع العراق بشأن تلك الشحنات، وتؤكد أن تصدير أي أسلحة أو مواد ذات علاقة من إيران إلى أي جهة هو انتهاك لقرار مجلس الأمن 1747.وأشارت إلى أنه يتم إبلاغ العراقيين كذلك أن "أي أسلحة ترسل إلى النظام السوري في هذا الوقت ستستخدم في القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد شعبه".وتشهد سوريا التي تتشارك مع العراق بحدود بطول 600 كلم، حملة قمع عنيفة ضد احتجاجات غير مسبوقة تطالب بإسقاط النظام منذ نحو عام، قتل فيها أكثر من 9000 شخص، حسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قد نشرت أنها حصلت على وثيقتين من مجموعة مراسلات إلكترونية لمسؤولين سوريين عبارة عن اجتماعات وزارية بين سوريا وإيران تقدمان دليلا إضافيا على الجهود الحثيثة التي تبذلها إيران لدعم الرئيس بشار الأسد .وأوضحت الصحيفة أن كل الخطط المجملة في الوثائق تتطلب تعاون العراق الذي سيتوجب عليه أن يسمح باستخدام أراضيه ممرا بين سوريا وإيران.