حسم المنتخب الوطني الجزائري، سهرة أمس، تأشيرة مروره إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم المزمع إجراؤها بجنوب إفريقيا مطلع سنة 2013 للمرة 15 في تاريخه، وهذا عقب إطاحته بالمنتخب الليبي الشقيق بنتيجة هدفين مقابل لاشيء على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بكل جدارة واستحقاق، في مباراة سيطر على مجمل فتراتها زملاء الحارس مبولحي رايس الذين كان بإمكانهم إنهاؤها بنتيجة أثقل بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي أتيحت لمهاجمي "الخضر" خلال هذا اللقاء الذي عرف مسرحية ليبية جديدة في الدقيقة 68، عندما حاول لاعبو المنتخب الليبي ومدربهم أربيش إستفزاز لاعبي وأنصار "الخضر" لكن تحلي الجماهير الجزائرية ولاعبينا بالروح الرياضية والهدوء حال دون تكرار سيناريو مباراة الذهاب بملعب الدارالبيضاء المغربية.المرحلة الأولى من هذه المواجهة عرفت بداية قوية للنخبة الوطنية التي دخلت في صلب الموضوع مباشرة بتهديد مرمى حارس المنتخب الليبي محمد لشلوش منذ الدقيقة الأولى، حيث ضيّع سوداني هدفا محققا أمام مرمى شاغر عندما لم يحسن التعامل مع ركنية منفذة بإحكام من قادير، حيث مرت رأسيته فوق إطار المرمى ليتدارك اللاعب نفسه الأمر في الدقيقة الرابعة ويتمكن من تحويل ركنية قادير إلى هدف في شباك المنتخب الليبي، برأسية جميلة جدا حركت آلاف حناجر عشاق "الخضر" بملعب تشاكر، وزادت من عزيمة أشبال المدرب حاليلوزيتش الذين تمكنوا من إضافة هدف ثاني، دقيقتين بعد ذلك فقط، عن طريق هداف شباب بلوزداد سليماني الذي حوّل كرة مرتدة من الحارس الليبي برأسية جميلة في الشباك مانحا الثقة اللازمة لزملائه في هذه المباراة التي سيّروها بذكاء بعد ذلك، رغم تحرك لاعبي المنتخب الليبي من أجل العودة في النتيجة، حيث سجلنا أول محاولة للضيوف في الدقيقة 11 عن طريق قذفة قوية من على بعد 30 م تصدى لها الحارس الوطني مبولحي بصعوبة كبيرة، ليكون الرد من جانب "الخضر" في الدقيقة 13 بعد عمل ممتاز من الجهة اليسرى لسوداني الذي وضع كرة على طبق لفغولي الذي لم يكن موفقا على الإطلاق ومرت كرته جانبية على إطار المرمى، على غرار قذفة لموشية في الدقيقة 22 والتي جانبت القائم الأيمن لمرمى المنتخب الليبي، بعدها تراجع اللعب وانحصر في منطقة وسط الميدان وسط اندفاع بدني قوي من كلا الجانبين إلى غاية الدقيقة 41، عندما لم يستغل قادير خطأ فادحا في مراقبة الكرة من أحد مدافعي المنتخب الليبي، حيث كانت كرته غير مركّزة وفوق إطار المرمى. ماعدا هذا لم نسجل أي جديد إلى غاية نهاية هذا الشوط بتقدم "الخضر" بنتيجة هدفين مقابل لاشيء.المرحلة الثانية من هذه المواجهة عرفت أول تغيير في صفوف المنتخب الليبي، أحمد سعد مكان زميله فيصل صالح، وهو ما أعطى دعما للمنتخب الليبي الذي تمكن من الوصول إلى شباك الحارس مبولحي في الدقيقة 49 عن طريق إيهاب أبو الساعدي، لكن حكم المباراة الغيني بانغورا رفضه بحجة تواجد المهاجم الليبي في وضعية تسلل ليستعيد لاعبو المنتخب الوطني من جديد السيطرة على زمام الأمور من خلال بعض المحاولات الخطيرة على مرمى المنتخب الليبي، أبرزها رأسية مجاني في الدقيقة 54 والتي مرت جانبية عن القائم الأيمن للحارس الليبي محمد لشلوش الذي تألق في صد كرة سوداني في الدقيقة 56، ليكون الرد من جانب المنتخب الليبي في الدقيقة 60 عن طريق أحمد الزوي الذي كانت كرته سهلة وبين أحضان الحارس مبولحي رايس، لنشهد بعد ذلك وبداية من الدقيقة 68 مسرحية جديدة للاعبي المنتخب الوطني الليبي كان بطلها اللاعب محمد الصناني ومجموعة من زملائه عندما حاولوا استفزاز الجماهير الجزائرية والضغط على حكم المباراة من أجل إيقاف المباراة، رغم أن الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، خاصة بتحلي الجماهير الجزائرية بروح رياضية عالية وهدوء كبير فوّت على الليبيين الفرصة من أجل إفساد المباراة التي استأنفت بعد خمسة دقائق من ذلك، بمواصلة النخبة الوطنية تهديد مرمى المنتخب الليبي، حيث كاد قادير أن يصل إلى الشباك في الدقيقة 73 لولا تدخل أحد مدافعي المنتخب الليبي الذي ناب عن حارسه وأخرج الكرة إلى الركنية، وبعدها ضيّع سليماني في الدقيقة 76 هدفا محققا بعدما لم يحسن التعامل مع كرة على طبق من قادير، كما كانت كرته غير مركزة ومرت فوق إطار المرمى، ليصد الحارس الليبي محمد لشلوش كرة قوية من البديل تجّار في الدقيقة 80، حيث أخرجها ببراعة كبيرة إلى الركنية، ورغم المحاولات العديدة لعناصرنا الوطنية خلال الدقائق الأخيرة وكذلك بعض المحاولات الليبية والتي كانت أبرزها مخالفة مروان أحمد في الدقيقة 93 والتي اصطدمت بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس مبولحي، إلا أن النتيحة بقيت على حالها حتى صافرة النهاية.