قضت قوات الأمن المدعومة بوحدة تابعة للجيش الوطني الشعبي، ليلة الخميس إلى الجمعة الفارطتين، على 12 إرهابيا عند محاولتهم مغادرة المنطقة على متن سيارة تجارية "فورغون" بمرتفعات تقع ببلدية بني دوالة بولاية تيزي وزو. وتعتبر هذه العملية الأكثر أهمية تقوم بها وحدات الأمن ضد الجماعات الإرهابية وقد جاءت في إطار عملية "رد فعل" على التفجير الانتحاري الذي استهدف مركز الاستعلامات العامة للأمن الوطني بتيزي وزو، بداية الأسبوع الجاري، والتي خلّفت إصابة 25 شخصا بجروح متفاوتة. وكشفت وزارة الداخلية في بيان رسمي، أمس، أن العملية الناجحة لأجهزة الأمن تمت من خلال كمين تم نصبه بالقرب من قرية آيت خلفون في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، تم خلاله القضاء على 12 إرهابيا واسترجاع "كمية معتبرة من الأسلحة" ويتعلق الأمر ب "سبعة رشاشات من طراز كلاشنيكوف وأربع بنادق من طراز سيمينوف وبندقية مزودة بمضخة وبندقية صيد ومسدس أوتوماتيكي من طراز بيريطا، فضلا عن قنبلة يدوية وجهاز راديو للإرسال والاستقبال وثلاثة هواتف خلوية". وأفاد مراسل "النهار" بولاية تيزي وزو، أن العملية تمت في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا عندما استهدف أفراد الأمن السيارة التي كان على متنها الإرهابيون بواسطة قذيفة "أر.بي.جي" على الطريقة الأمريكية، ثم فتح أفراد الأمن النار على من كان في السيارة، مما تسبب في انفجار مجموعة كبيرة من القنابل اليدوية التي كانت بحوزة الإرهابيين الذين كانوا يرتدون الزي الأفغاني، الأمر الذي عجّل بمقتل المسلحين وتمزق جثثهم. وكشفت معلومات مراسل "النهار" بتيزي وزو، أن الخلية التي تم استهدافها هي نفسها التي حضّرت الاعتداء الانتحاري على مركز الاستعلامات العامة للشرطة بتيزي وزو والتي نفذها الإرهابي صحاري مخلوف المكنى "أبو مريم". وسمحت النتائج الأولية لعملية تحديد هوية القتلى من التعرف على بعض الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم ويتعلق الأمر بقيادي كبير في التنظيم المسلح يجري تحديد هويته من طرف الشرطة العلمية. بينما لا تزال عملية تحديد هوية آخرين مستمرة إلى غاية كتابة هذه الأسطر. كما تم خلال نفس العملية القضاء على "أمير المال" المعروف لدى أجهزة الأمن تحت اسم عبد العزيز يوسف المكنى "أبوخيثمة"، 25 عاما، وهو من منطقة بومهالة بسيدي نعمان والتحق بالتنظيمات الإرهابية سنة 1997. والذي كان محل بحث منذ سنوات عديدة وكان يتولى تنظيم عمليات تمويل التنظيم المسلح خلال الفترة الأخيرة عبر عمليات النهب المستمر لأموال رجال الأعمال من خلال تدبير الاختطافات التي تستهدفهم أو تستهدف أقارب الأثرياء. كما يوجد ضمن القتلى في هذه العملية المدعو محمد صابري المكنى "يوسف"، 37 عاما، وهو من منطقة بوخالفة ويعد من الأوائل الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية سنة 1993. وتم أيضا تحديد هوية سائق السيارة المكنى "م.ب" المقيم بضواحي العاصمة. هذا وتم أمس الجمعة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا نقل جثث القتلى إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الجامعي محمد النذير بتيزي وزو وكانت بعض الجثث مبتورة الأعضاء، بسبب شدة المواجهة المسلحة مع أفراد الأمن الوطني.