انطلقت، صباح أمس، من أمام مقر المديرية الولائية للصحة العمومية بغليزان وبمرافقة جريدة "النهار الجديد"، القافلة الطبية التي ستجوب عدة مناطق نائية بالولاية. العملية التي تسهر على تنظيمها جمعية الطبية "الحكيم ابن سينا" لمساعدة أصحاب الأمراض المزمنة وتحت إشراف مديرية الصحة بالولاية التي قدمت جميع التسهيلات المادية والمعنوية لإنجاحها، حيث أفضت الزيارة الميدانية الأولى من عمر القافلة التي قام من خلالها الفريق الطبي العامل بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "محمد بوضياف" المتكون من طبيبة وقابلتين بالإضافة إلى 5 من سلك شبه الطبي علاج عام من فحص وتقديم الدواء لجميع المرضى الذين تمت معاينتهم بزيارة كل من بلديتي "دار بن عبد الله" و"سيدي لزرق" 40 و37 كلم جنوب وجنوب غرب عاصمة الولاية غليزان. نقطة الوصول الأولى كانت ببلدية "دار بن عبد الله" المصنفة من بين البلديات الفقيرة وطنيا، والتي نؤكد لقرائنا الكرام أنها لا تنال من التصنيف الإداري غير الاسم، ولا وجود لما يوحي بوجود بلدية إلا النقطة المثبتة على خارطة السيد "يزيد زرهوني"، فبالمركز الصحي الموجود بالبلدية الذي لا يمت للصحة بصلة، تمت معاينة المواطنين الذين قدموا من جميع أحياء البلدية والدواوير المجاورة لها بحثا عن الفوز بلقاء مع حضرة "الدكتورة" التي كانوا يسمعون عنها ولم يصدقوا أنها هي التي زارتهم هذه المرة بعد أن كانوا يقطعون ما يقارب ال40 كلم لإجراء عملية الفحص أو العلاج، الساعتين اللتين قضاهما الفريق بالبلدية مكنت من المعاينة والفحص والعلاج لأكثر من 100 مواطن أغلبيتهم من الأطفال والمسنين الذين رفضوا أن تغادر الطبيبة البلدية قبل أن تفحص الجميع والذين كانوا يقدرون بالمئات داخل المركز وبالساحات المحيطة به، وهو ما لمسناه من رئيس البلدية شخصيا الذي طلب من الفريق أن يكرر عملية ثانية بالبلدية، مؤكدا في نفس الوقت أن السكان مازالوا محرومين من خدمات الطبيب منذ سنوات طويلة. المحطة الثانية من الزيارة كانت بلدية "سيدي لزرق" التي استقبلنا العشرات من أبنائها وهم يرددون "هاهما جاو الطبة..."، الحال بهذه البلدية أعاد لنا الأمل بوجود جهود للتنمية بهذه المنطقة، وهو ما تعكسه حالة المركز الصحي الموجود الذي هو في مستوى المراكز الصحية بعاصمة الولاية من حيث التهيئة والوسائل المتوفرة. الفريق وبعزيمة جبارة خاصة من طرف الطبيبة التي حجبت الأضواء هذه المرة عن الصحافة، والتي أكد لنا المشرفون على العملية أنها ما زالت تعمل في إطار ما قبل التشغيل بمصلحة الاستعجالات بمستشفى "محمد بوضياف" تمكنت من فحص أكثر من 200 مواطن 70 بالمائة منهم أطفال، العملية وعلى أهميتها ولأسباب تقنية لم تتمكن من إجراء المعاينة والفحص لجميع المواطنين، حيث تركنا نسبة كبيرة على أمل لقاء الطبيب في زيارة أخرى، كما أبلغنا بعض المنتخبين أن مجموعات أخرى من المواطنين بالتجمع السكاني "كناندة" ينتظرون زيارة الفريق لهم. المبادرة هذه لقيت ارتياحا لدى السكان، الذين طالبوا بتكرارها في المستقبل من أجل سد العجز الحاصل في التغطية الصحية بالمنطقة، خاصة ببلدية "دار بن عبد الله" التي تشهد عزلة كبيرة في مختلف الميادين، وهو ما أكده التقرير المعد من قبل الفريق الطبي عن المركز الصحي الموجود بالبلدية، الذي زيادة على حالة التردي التي تعرفها الغرف المكونة له فهو يفتقر لأدنى الوسائل الضرورية التي تساعده على تقديم خدمة صحية لائقة، حيث بين نفس التقرير أن المركز المذكور تنعدم به كثير من الأدوية والمضادات الحيوية اللازمة في الحالات الطارئة و المطلوبة في الإسعافات الأولية.