ونحن نحتفل بالدخول المدرسي للتلاميذ، نحاول أن نعرف الجمهور الجزائري بمستوى الفنانين الجزائريين الذين يصنعون الحدث في الوسط الفني الجزائري، سواء داخل أو خارج البلاد. الفنان في الوطن العربي آخرهم متحصل على شهادة ليسانس، وفي ذات التخصص، معظمه درس في جامعات أمريكية وفرنسية، لكن الأمر يختلف عندنا تماما. فما هو حال فنانينا. زهيدة.ث سمير تومي، نادية بارود، يزيد وأمل وهبي يحفظون ماء وجه الفنان الجزائري الساحة الفنية الجزائرية تفتقر لفنانين تابعوا دراساتهم في الجامعة، يكاد هؤلاء يعدون على الأصابع. الفنان الجزائري للأسف لا يهتم كثيرا بالدراسة وكل من لم يجد مهنة يتوجه إلى الغناء، في السنوات الماضية القليلة، خاصة في بداية التسعينات، أين ظهرت موجة كبيرة جدا من الشبان الذين يؤدون الأغنية الجزائرية بكل طبوعها. المطرب الشاب يزيد يعد من أوائل المطربين المتخرجين من الجامعة، حيث درس في المعهد العالي للرياضة وتحصل على شهادة ليسانس في الرياضة البدنية، اختصاص كرة الطائرة، وبعد الليسانس، واصل الدراسة للحصول على الماجستير، لكن بعد دخوله عالم الغناء وجد نفسه مجبرا على الاختيار، فاختار الفن وقال أنه سوف يواصل دراسته عندما تسمح له الظروف. المطربة نادية بارود، هي كذلك خريجة جامعة الجزائر، معهد اللغة العربية، حيث تحصلت على ليسانس في تدريس اللغة العربية ودرست في عدة ثانويات قبل أن تحترف الغناء وتتوقف نهائيا عن التدريس، خاصة بعد زواجها واستقرارها في إسبانيا. المطربة نادية بارود قالت إنها اشتاقت كثيرا للأيام التي قضتها في الجامعة، وكانت أسعد أيام عمرها، وتتمنى لو تعود كذلك الأيام التي درّست فيها. المطرب سمير تومي، هو كذلك خريج جامعة باب الزوار، معهد الهندسة، ومتحصل على شهادة مهندس دولة، لكنه لم يمارس مهنة الهندسة لكونه تخصص في الغناء ودخل معهد الموسيقى مباشرة بعد انتهائه من الدراسة في الهندسة، رغم أنه احترف الغناء، إلا أنه يحن لأيام باب الزوار. المطربة أمل وهبي من جهتها متحصله على شهادة ليسانس في العلوم الفلاحية من المعهد العالي للدراسات الفلاحية بالحراش، لكنها كذلك لم تمارس ولا ليوم واحد الفلاحة، وقالت إنها اختارت الفلاحة لأنها تحب كل ما هو طبيعي ومن الأرض، واليوم الذي ستتوقف فيه عن الغناء، الشيء الوحيد الذي ستتجه له هو الفلاحة والزراعة. أمل تخصصت في الغناء الشرقي، لأنها تحب هذا العالم منذ الصغر، "لكن في عائلتي قاعدة معادلتها يجب إنهاء الدراسة ثم اعملي ما تريدين"، هكذا قالت أمل. نجوم الراي خالد، مامي، الزهوانية، حسني... يحملون شهادة ابتدائية النجوم الجزائريين الذين صنعوا ويصنعون الحدث في الساحة الرايوية سواء داخل البلاد وخارجه وفي أكبر الصالات العالمية، لا يحملون من شهادات سوى الابتدائية، ومنهم من لم ينه دراسته في المستوى الابتدائي. الشاب خالد، الذي يلقب بملك الراي، لم ينه الدراسة الابتدائية، حيث وصل إلى الثالثة ابتدائي قبل أن يجد نفسه مجبرا على ترك مقاعد الدراسة للعمل من أجل مساعدة عائلته الفقيرة جدا. الشاب خالد شأنه شأن البرانس "مامي" الذي شارك في حصة "ألحان وشباب" وعمره لم يتجاوز آنذاك الثالثة عشرة، وهذا يعني أنه ترك الدراسة في سن مبكرة جدا لكونه كان يغني قبل تجربة ألحان وشباب. الشاب مامي الذي يصنع الحدث في عالم أغنية الراي في كل العالم، حتى أنه تحصل على لقب برنس الراي وأصبح من أقرب المقربين لدى الكثير من الرؤساء والملوك في العالم نظرا للشعبية الكبيرة جدا التي أصبح يتمتع بها في العالم، رغم المستوى الدراسي الضعيف جدا. الزهوانية، وهي الملقبة بملكة الراي في الغناء النسوي وأحيت حفلات في كل عواصم العالم والتقت ملوك ورؤساء لكن مستواها الدراسي لا تحسد عليه، حيث أنها لا يتعدى مستواها الدراسي السنة الثانية ابتدائي، لكونها تركت الدراسة مبكرا وعمرها لا يتعدى السابعة لكونها كانت تنتمي إلى عائلة فقيرة جدا، لقمة العيش عندها مهمة أكثر من تغذية العقل أو متابعة الدراسة. المرحوم حسني، الوحيد الذي واصل دراسته وتعدى المستوى الابتدائي وسط مطربي الراي، ووصل بقدرة قادر إلى السنة الرابعة متوسط، لكن ظروفه العائلية جعلته يتخلى عن الدراسة ليبحث عن عمل يتقوت منه هو وعائلته. الشاب حسني ترك الدراسة لكونه كان ينتمي كذلك لفريق جمعية وهران لكرة القدم ولعب مع نجوم الكرة على غرار شريف الوزاني وتاسفاووت، لكن الفن أخذه من الدراسة والكرة إلى غاية أن توفي ذات يوم من أيام شهر سبتمبر من عام 1994 بوهران. نادية بن يوسف، زكية محمد، حسيبة عمروش، جالطي خريجات الثانوية أما ضمن المجموعة الثالثة من الفنانين، فهناك من واصلت دراستها لكنها لم تتحصل على شهادة الباكالوريا فتركت الدراسة لكونها دخلت عالم الغناء واحترفت الفن ونسيت الدراسة، ومنهم المطربة نادية بن يوسف التي درست لسنوات طويلة وفي الوقت الذي عاشت فيه الجزائر ظروف صعبة وجدت نفسها مجبرة على ترك الجزائر هي وعائلتها وتركت التدريس، شأنها شأن المطربة زكية محمد التي تخرجت من معهد العلوم الإسلامية بحسين داي، وهذا ما ساعدها على تحسين مخارج النطق عندها، خاصة وأنها واصلت دراستها في الموشحات في سوريا. من جهتها، تركت المطربة حسيبة عمروش الثانوية لأنها لم تتحصل على شهادة الباكالوريا وشاركت في برنامج ألحان وشباب عام 1979 وتحصلت على المرتبة الأولى، وهذا ما شجعها على احتراف الغناء وعدم العودة إلى مقاعد الدراسة، وهذا ما قام به بالضبط المطرب عبد الرحمان جالطي الذي ترك الدراسة من أجل الغناء.