انتهى اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس وزراء العراق نوري المالكي في بغداد، والذي استغرق ثلاث ساعات متواصلة بدون إحراز التقدم الذي كانت تتمناه إدارة الرئيس أوباما، والذي يتمحور على عدم قبول المالكي تشكيل الحكومة العراقية المقبلة "أو تشكيل حكومة وفاق وطني حقيقية، حكومة انقاذ وطني لمعالجة الأزمة الخطيرة التي تكاد أو تودي بتقسيم البلاد" بحسب قول مصدر مطلع على آخر تطورات الوضع في بغداد، يشار إلى أن التوتر شاب العلاقات الأميركية مع رئيس وزراء العراق نوري المالكي، منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها رئاسة الوزارة عام 2006 "خاصة وأن القيادة العسكرية الأميركية في العراق وجدت في المالكي شخصية يصعب التعامل معها، فهو شخصية لا تتمتع بالمرونة وخصلته المميزة العناد السلبي، ولذلك كاد الرئيس السابق جورج دبليو بوش أن يرغم المالكي على التنحي في نهاية شهر تشرين الأول 2006 ولكنه (بوش) غير رأيه في اللحظة الأخيرة بعد اجتماعهما في العاصمة الأردنية آنذاك".ويأتي رفض المالكي بمثابة الصفعة للإدارة الأميركية "التي لم تحرز أي تقدم عبر دبلوماسية الهاتف خلال الأيام العشرة الماضية، وظنت أن اللقاء وجهاً لوجه بين كيري والمالكي سيحرز النتائج المرجوة في إقناع المالكي الابتعاد عن المظهر السياسي".ويرأس المالكي "حزب الدعوة" العراقي وهو حزب ديني شيعي، احتكم إلى المنطق الطائفي في حشد الدعم والعناصر في مواجهة الملاحقة الدموية التي تعرض لها الحزب وعناصره من نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.وكان الوزير الأميركي وصل بغداد قادماً من العاصمة الأردنية عمان لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن الأوضاع الأمنية في البلاد، إثر سيطرة مسلحي "الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش" على الموصل ومناطق أخرى شاسعة من العراق "ولمناقشة التحركات الأميركية الجارية لمساعدة العراق، وهو يتصدى لهذا الخطر، وحث الزعماء العراقيين على التحرك بأقصى سرعة ممكنة لتشكيل حكومة تمثل مصالح العراقيين" بحسب قول الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي التي ترافق الوزير كيري في رحلته.