75 مليارا من أموال المتقاعدين ما تزال عالقة ببنك الخليفة محمد العربي عبد المومن وزير العمل الأسبق هو من وافق على إيداع الأموال ببنك الخليفة وليس أبو جرة كشف، أمس، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، عريفي صالح، أنّ ابنه عيّن طيّارا بخليفة للطيران، وهو لا يملك سوى المستوى الثانوي، مضيفا أثناء استجوابه من قبل القاضي أنّ ابنه استدعي لاحقا من قبل وزارة النّقل وهو يعمل حاليا بشركة الخطوط الجوّية الجزائرية من دون أن يتحصل على شهادة البكالوريا. وبرّأ المتّهم وزير العمل الأسبق، أبو جرّة سلطاني، من إعطاء أوامر بإيداع أموال الصندوق ببنك الخليفة، وأوضح أنّ الصندوق كان أبلغ الوزير الأسبق الذي كان قبل أبو جرة، محمد العربي عبد المومن، وهو من أعطى الموافقة على إيداع الأموال بالبنك، ونفى المتّهم على هامش استجوابه في تصريح ل "النهار"، أن يكون ما صرّح به جاء بداعي انتمائه لحمس وتعاطفه مع أبو جرّة سلطاني. القاضي: كنت تشغل منصب المدير العام للصندوق الوطني للتقاعد سابقا؟ عريفي: كان آخر منصب لي. القاضي: أنت متّهم بجنحة الرشوة وتلقي فوائد وامتيازات، متى توليت المنصب؟ عريفي: قبل حديثي عن منصب مدير عام للصندوق الوطني للتقاعد، أوّد التّحدث عن مساري المهني الذّي كان طيلة ثلاثة عقود في قطاع الضمان الاجتماعي عبر ولايات بسكرة بمنصب ملحق بالمديرية، ولمدة أربع سنوات بباتنة، 14 سنة ببرج بوعريريج، وفي يوم 7 ماي 2000 التحقت بمنصب مدير عام الصندوق لمدة سنتين أي إلى غاية 2002. القاضي: ما هي البنوك العمومية التي كنتم تتعاملون معها قبل الخليفة بنك؟ عريفي: الخزينة العامة، خاصة الحساب البريدي الجاري. القاضي: متى طرحت لديكم فكرة إيداع أموال الصندوق ببنك الخليفة ومن اتصل بكم؟ عريفي: لم يكن هناك أي اتصال، وبدأت الفكرة من اقتراح المكتب، وتجسد في اجتماع كان في 16 سبتمبر 2001، وكان حضوري شرفيا، وكانت في الإجتماع عدة نقاط منها إيداع فائض الصندوق ببنك الخليفة. القاضي: استقبلت وفدا عن الخليفة بنك؟ عريفي: أبدا. القاضي: قلت في تصريحات سابقة لك أنّك استقبلت وفد للتفاوض؟ عريفي: كانا شخصين لا أعرفهما. القاضي: متى أبرمت الإتفاقية، هل في 29 سبتمبر 2001؟ عريفي: نعم. القاضي: هل تمّ إمضاء الإتفاقية بينك وبين خليفة عبد المومن؟ عريفي: لا أعرفه، ولم يكن هو، بل كانا شخصين اثنين. القاضي: كم أودعتم... 11 مليار دج؟ عريفي: كان ذلك على مراحل، الأولى في حدود ملياري دينار، وهي الوحيدة في وقتي، واستردينا أغلب المبالغ، وبقي حوالي 75 مليار سنتيم في أواخر فترتي. القاضي: صرحت لدى الضبطية أنك قمت بإيداع أموال الصندوق المقدرة ب 11 مليار دينار، المهم هذا هو المبلغ إن لم تكن تتذكر؟ عريفي: نعم. القاضي: هل سحبتم بالمقابل الأموال من البنوك الأخرى؟ عريفي: الأموال التي أودعناها كانت فائض الأموال، وليس أموالا سحبت من بنوك أخرى لتودع ببنك الخليفة. القاضي: كيف تمت الإجراءات لإمضاء الاتفاقية؟ عريفي: المرسوم 92\09 يقول إن مجلس الإدارة له عدة صلاحيات، منها تولي مهمة توظيف الأموال. القاضي: المادة 23 في فقرتها 10، يوافق على توظيف الأموال والممتلكات العقارية، وفيما بعد؟ هل هناك مجلس اجتمع؟ عريفي: المجلس يمنح صلاحياته لمكتب المجلس، والأخير يتخذ قرارات، وبصفتي مدير عام أسيّر والمجلس يدير، طبّقت المداولة التي قام بها، وأمضت الإتفاقية. القاضي: هل أبلغت السلطة الوصية بإمضاء الاتفاقية؟ عريفي: الأمانة العامة للمجلس من صلاحياتها تبليغ كل الأطراف وأحيانا المديرية العامة تتكفل بالأمر. القاضي: هل قمت بإبلاغ السلطة الوصية في ظرف 15 يوما حسب القانون، على أن يلغي الوزير في 30 الاتفاقية أن رأى ذلك؟ عريفي: لا أتهرب من السؤال، ولكن هناك أمانة تابعة لكل الأطراف، وقد بلّغنا وزارة العمل والضمان الاجتماعي. القاضي: تؤكد أنكم أبلغتم بذلك؟ عريفي: نعم. القاضي: هناك أطراف قالت العكس، لكن ستأتي كشهود وسنرى؟ عريفي: أؤكد. القاضي: وهل استرجعتم المبلغ المودع؟ عريفي: نعم. القاضي: تحصلت على بطاقة النقل المجاني من خليفة «إيرويز»؟ عريفي: نعم. القاضي: من قدّمها لك؟ عريفي: زميلي جديدي مدير وكالة أم البواقي. القاضي: هل طلبتها منه؟ عريفي: لم أطلبها. القاضي: هل سقطت من السماء؟ عريفي: كنت بمكتبي وسلمها لي في غلاف مغلق. القاضي: كم استعملتها من مرة؟ عريفي: مرة واحدة ذهابا وإيابا من ولاية الجزائر إلى باتنة. القاضي: استفاد ابنك أسامة من تكوين طيارين بخليفة للطيران؟ عريفي: نعم. القاضي: كيف له ذلك وله مستوى الثانوي؟ عريفي: اجتاز البكالوريا لمرتين ولم يحصل على الشهادة، ولما سمع بوجود مسابقة الخليفة طلب الدخول فيها، وأصدقكم القول إنني رافقته إلى حسين داي، وأودع الملف ونجح في المسابقة من دون وساطة. القاضي: هناك شروط للإمتحان والمشكلة حتى وإن كان عبقريا فالشروط لا تتوفر فيه، ومسألة النجاح مسألة نسبية، فهل توسطت له وكيف قبل الملف؟ عريفي: كان متحصلا على مستوى ثالثة ثانوية، تخصص علمي، ولم يكن لي أيّ تدخل أو نفوذ. القاضي: كيف قبل ملفه؟ عريفي: بعد نجاحه في المسابقة. القاضي: متى كانت المسابقة؟ عريفي: بعد إيداع أموال الصندوق. القاضي: أسألك، لو يقال لك إن الطيار له مستوى ثانوي وسيقود الطائرة بك، هل ترتاح نفسيا معه؟ عريفي: أجيبكم، أنا حفظت القرآن قبل دخول المدرسة الابتدائية، والمستوى العلمي لابني وكفاءته ورغبته جعلته ينجح في المسابقة، وقد استدعي من وزارة النقل ويعمل إلى اليوم بالخطوط الجوية الجزائرية. القاضي: أين أجرى تربصه؟ بإنجلترا؟ عريفي: في الدار البيضاء، ثم بأستراليا، واستدعي من وزارة النقل ووظف بالخطوط الجوية الجزائرية. القاضي: في هذا الوقت لم يمتحن في شهادة البكالوريا إلى اليوم؟ عريفي: نعم. القاضي: لماذا رافقته؟ عريفي: من دون أي غرض أو وساطة. القاضي: أليس توظيف ابنك كان مقابل إيداع أموال الصندوق؟ عريفي: في حياتي لم أتعاط الرشوة، والرحلة التي قمت بها لا تكلف أكثر من 3000 دينار. القاضي: أجبني بموضوعية.. لو لم تكن مدير الصندوق، أجبني بعقلية المسلم الملتزم، هل كان سيوظف ابنك؟ عريفي: لو استعملت وساطة لدخوله الشركة لقلتها، ورأسي مرفوع. دفاع الأطراف المدنية: هل حضورك في الاجتماع دُوّن بالمحضر؟ عريفي: لم يدون. الدفاع: هل كان أساس إيداع الأموال الاجتماع؟ عريفي: نعم. الدفاع: كيف تفسّر لنا التوقيع على الاتفاقية في 29 سبتمبر 2001، وهو قال إن مجلس الإدارة لا يحق له ذلك؟ عريفي: قلت المجلس له حق منح صلاحيات للمكتب، وطبقت قرار المجلس. الدفاع: ما هي المادة، التي تسمح لمجلس الإدارة تفويض المكتب اتخاذ قرارا كهذا؟ عريفي: هناك فقرة من الفقرات. القاضي: أي فقرة؟ عريفي: يمكنه تعيين لجان داخله؟ القاضي: هذه لجان، ما دخل مكتب مجلس الإدارة؟ عريفي: هناك خمس لجان يضمها مجلس الإدارة، وعلى رأس كل لجنة نائب، والنواب يشكلون مكتبا، والأخير فوّضت له صلاحيات اتّخاذ القرارات. القاضي: هذا تفسيرك؟ التفسير يجب أن يكون قانونيا؟ الدفاع: هل قبل تاريخ 16 سبتمبر 2001 الذي انعقد فيه مجلس الإدارة، هل سبق للمجلس أن اجتمع أو فوّض أمرا لمكتب المجلس؟ عريفي: لم أحضر. القاضي: الذي حدث كان سابقة؟ عريفي: لا. القاضي: الدفاع يسأل؟ عريفي: منذ تواجدي ومكتب المجلس هو الكلّ في الكلّ، ومنها استشارة الوزير في تعيين المدير العام. النيابة: هل قدمت بطاقة النقل المجاني قبل أو بعد الإتفاقية؟ عريفي: بعد الاتفاقية النيابة: كيف تفسر لنا إيداع وكالة أم البواقي أموالها قبل إيداع أموال الصندوق، هل الفرع يسبق الأصل، وهل للوكالة الفرعية استقلالية لإيداع الأموال أم أن التسيير مركزي؟ عريفي: الصندوق له اسقلالية مالية، والوكالات الولائية لا تتمتع باستقلالية مالية، وبالتالي ليس لها حق إيداع الأموال، أما السؤال.. النيابة: كيف تبرّر لنا كون وكالة أم البواقي كانت السباقة في إيداع الأموال؟ عريفي: وفق التبرير القانوني، الوكالة ليس لها حق، أما كوني على علم مسبقا.. لم أكن كذلك. النيابة: أنت من أمضى الاتفاقية مع عبد المومن خليفة.. أين تم ذلك؟ عريفي: توقيعي كان بحضور مدير العمليات المالية بمكتبي رفقة شخصين لا أعرفهما، ولم يحضر خليفة عبد المومن. النيابة: قلت في التحقيق إنّك أمضيت الاتفاقية رفقة خليفة؟ عريفي: الاتفاقية أمضيت بمكتبي في شارع فرحات مسعد رفقة شخصين لا أعرفهما. النيابة: معناها أنها قدّمت لك ممضاة؟ عريفي: لم أر عبد المومن. النيابة: كم يضم مجلس الإدارة من عضو؟ عريفي: 29 شخصا. النيابة: ومجلس الإدارة؟ عريفي: حوالي 7 أعضاء. النيابة: هل كان اللجوء إلى مكتب المجلس هروبا خشية رفض الاتفاقية من مجلس الإدارة؟ عريفي: لا. النيابة: كيف تفسر إذا بعض الشروط، وحسب أحد الشهود الذي توفي، فإن فقرة إيداع الأموال أضيفت ولم تكن مجدولة، وكان محضر الاجتماع مزورا؟ عريفي: هناك صراع داخل أعضاء المجلس كإدارة أو نقابة، أقسم بالله العظيم أنّ الفقرة وردت في المحضر الأوّل. النيابة: لماذا لم تحضر الاجتماع؟
عريفي: أغلب اجتماعات المجلس لا أحضرها لأنه يشار إلي كمعرب واتخذوا قرارا لعزلي، وعزلني الوزير محمد العربي عبد المومن وأدخلني داخل قفص مفتوح. موضوع : ابني يقود الطيارة من دون حصوله على البكالوريا 1 من 100 | 1 تقييم من المستخدمين و 1 من أراء الزوار 1.00