أقدمت السلطات المحلية لولاية الجزائر، أمس، على هدم العشرات من البيوت والمحلاّت التوسعية التي اتّخذها سكان حي درڤانة ملجأ للهروب من أزمة السكن التي يعيشونها، والتي تسببت فيها بلدية برج الكيفان خلال العهدات السابقة .بحضور الوالي المنتدب للدار البيضاء ورئيس البلدية، قامت مصالح الأخيرة بتنفيد قرار الهدم في حق العشرات من البيوت التوسعية التي لم يستفد أصحابها من المساكن الاجتماعية منذ سنوات، رغم «الكوطات» التي قدمتها الولاية لبلدية برج الكيفان. قرار الولاية الذي تم تنفيذه، أمس، بتسخيرة من الوالي زوخ، تسبب في تشريد العشرات من العائلات التي أبت أن تنتقل في وقت سابق إلى الأحياء القصديرية، مفضلين انتظار قوائم المساكن الاجتماعية، إذ ومنذ صبيحة أمس، تجمع العشرات من سيارات الشرطة والإسعاف بالإضافة إلى عمّال النظافة بدون سابق إندار، حيث طالبوا بإخلاء هذه البيوت التوسعية تنفيدا لمشروع إعادة التهيئة، أين تم هدم هذه البيوت وسط حالة هستيريا وارتباك كبيرين وسط السكان، مما أحدث صداما بين مواطني الحي ورجال الشرطة وصلت حد إيقاع إصابات وسط الطرفين. قرار الوالي حسب قاطني الحي جاء متأخرا، كونه مسّ هذه البيوت والمحلات التي تم بناؤها منذ سنوات، الأمر الذي شكّل حالة استفهام لدى السكان، كون السلطات المحلية كانت غائبة طيلة أيام البناء لتتفطن لها بعدما أصبحت مأوى للعشرات من العائلات. ومن جهته، قال الوالي المنتدب لدائرة الدار البيضاء، مولود شرفي، أن قرار الهدم هذا جاء بالتنسيق مع والي العاصمة، مشيرا إلى أن العملية تعد جد هامة كونها تندرج ضمن إعادة التهيئة لهذا الحي، معترفا في الوقت نفسه بأن مصالحه كانت أمام حتمية المواجهة لتراكمات سابقة جعلت بعض قاطني الحي يستغلون الأماكن العمومية لإنجاز مساكن توسعية ومحلات تجارية، موضحا في الوقت نفسه أنه شخصيا سيقف على حل مشكلة العائلات المتضررة والمحرومة من المساكن الاجتماعية والحصص التي يتم منحها لبلدية برج الكيفان، ومن خلالهم الحي الدبلوماسي درڤانة، كاشفا أنه لم ولن يفتخر بهدم أي بناية، لكن ضرورة إعادة النظام العمراني شيء ضروري. للإشارة، فإن عملية الهدم هذه تسببت في عرقلة دروس التلاميذ بالمدارس والثانوية داخل الحي، نظرا للأجواء المشحونة التي عرفها الحلي أمس.