حملت نتائج الانتخابات التشريعية لدورة ماي 2017 ، الكثير من المفاجآت خاصة بالنسبة للأفلان الذي فقد الاغلبية بالمجلس الوطني الشعبي منذ 20 سنة، أين خسر 56 مقعدا كاملا، فيما يعتبر الارندي أكبر الفائزين، بحيث ارتفع عدد مقاعده ب27 مقعد، بمجموع وصل الى 97. وقد جاءت خسارة الأفلان لمجموع يصل إلى 56 مقعدا بالمقارنة مع نتائجه المحققة في تشريعيات 2012، بسبب تقهقره في الكثير من الولايات التي كانت منذ الاستقلال بمثابة معاقل له، على غرار عنابة، تبسة، سوق اهراس، والشلف وغيرها. ففي سوق أهراس لم يحز الأفلان سوى على مقعدين، فيما وجد رجل الأعمال أحمد لطيفي المتجول السياسي بامتياز أكبر خاسر من هذه النتائج، بسبب عدم فوزه بأي مقعد، رغم ما سخره من امكانيات وحشد ودعم إعلامي وحتى فوقي للوصول الى قبة البرلمان. أما في تبسة التي يمثل الأفلان فيها رجل الأعمال محمد جميعي، فلم ينل الحزب سولى مقعدين وبشق الانفس، متأخرا عن غريمه التقليدي الأرندي بمقعد واحد. نفس المشهد تكرر في عنابة، رغم ترشيح وزير النقل بوجمعة طلعي على رأس قائمة الأفلان، حيث لم يحصد الحزب العتيد سوى مقعدين، وكادت هذه النتيجة الهزيلة أن تعصف حتى برجل الأعمال المثير للجدل بهاء الدين طليبة لولا بعض الأرقام والزيادات الطفيفة. وبقراءة سريعة لتلك النتائج، يبدو أن الولايات التي فضل الأفلان فيها تقديم رجال أعمال وما يعرف بأصحاب الشكارة، قد مني فيها كلها بهزيمة مخزية، وربما كانت ستكون أكثر فداحة بحسب الأرقام المقدمة فجر اليوم الجمعة، قبل أن تتغير تلك الاحصائيات بعد ساعات، لأسباب غير معروفة. أما الأرندي، الذي تمكن من تحقيق عدد اكبر من المقاعد بالمقارنة مع تشريعيات 2012، فإن الولايتين الوحيدتين التي تراجع فيهما، هما الجلفةووهران. ففي الجلفة ورغم أن حزب أويحيى تصدر المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد، المقدر بخمسة، لكنه تراجع بالمقارنة مع النتائج المحققة في 2012، أين اكتسح الوزير الأسبق حينذاك، شريف رحماني المشهد وحصد 7 مقاعد كاملة. أما في وهران، فإن الأرندي ورغم قيامه بترشيح وزير في الحكومة على رأس قاوئمته الانتخابية، ويتعلق الامر بوزير المجاهدين الطيب زيتوني، غير أن لم يتمكن سوى من حصد مقعدين، بعدما كان في حوزته 3 مقاعد في تشريعيات 2012. ومن جانبه، فقد حزب العمال 6 مقاعد حسب النتائج الرسمية، حيث فاز الحزب ب 17 مقعدا في 2012 فيما بلغ عددها هذه المرة 11 مقعدا. وبالنسبة للإسلاميين، فتكاد تكون الأرقام المعلنة إلى غاية الآن، صادمة لهم، وتعبر عن انتكاسة حقيقية، حيث أنهم لم يحققوا مجتمعين كلهم عبر تحالفين، ويتعلق الأمر بتحالف حركة مجتمع السلم الذي تشكل من حزبين، وتحالف الاتحاد من اجل العدالة والتنمية والبناء المؤلف من 3 أحزاب، لم يحصد الإسلاميون سوى 51 مقعدا، بعدما كان لهم 64 مقعدا، منقسمين على 3 كتل برلمانية.