فضيحة أخلاقية كبيرة اهتز على وقعها سكان ولاية تبسة وأثارت اهتمام الرأي العام المحلي، وذلك بعد تفجير مصالح الأمن قضية خطيرة تمثلت في تفكيك مجموعة إجرامية متكونة من 8 أفراد، تخصصوا في تحويل الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن الرشد إلى مناطق جبلية وغابية بواسطة العنف وتحت طائلة التهديد، حيث يقومون بإرغامهم على تناول المشروبات الكحولية والأقراص المهلوسة، ثم ممارسة الأفعال المخلة بالحياء بطرق تقشعر لها الأبدان، والأخطر من كل ذلك أن كل تلك الممارسات تم تصويرها، وبعدها تتم عملية ترويج مقاطع الفيديوهات والصور، ومواصلة ابتزاز الضحايا وإجبارهم على جلب الأموال والرضوخ إلى نزواتهم الجنسية الشاذة مرات متتالية. وحسب محافظ الشرطة، رئيس مصلحة الاتصال والعلاقات العامة بمديرية الأمن الولائي بتبسة، نبيل خراز، ل«النهار»، فإن بداية فك لغز القضية الحساسة انطلقت بحصول مصالح الأمن على صور ومشاهد ملتقطة لأطفال صغار يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم والاعتداءات العنيفة وسط مناطق معزولة ذات طبيعة غابية وجبلية، فتم على الفور فتح تحقيق معمق وتحريات باستعمال أحدث التقنيات التكنولوجية، خصوصا أن أغلب العمليات المسجلة تمت سنة 2015، وهي الفترة الكافية لتغير ملامح بعض الضحايا الذين لم يتقدموا بشكاوى ولم يبلغوا عائلاتهم عن الأعمال التي تعرضوا لها من طرف أفراد العصابة خوفا من إمكانية تعرضهم للتشهير والفضح العلني، وبعد جهد متواصل تمكن المحققون التابعون لفرقة حماية القصر بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية من تحديد هوية أحد المشتبه فيهم بارتكابه هذه الأفعال، رغم محاولته هو وشركاؤه التمويه خلال أخذ الصور والمشاهد من أجل عدم تحديد ملامحهم بدقة، وبعد استدعائه والتحقيق معه ومواجهته بالأدلة، تم التوصل إلى معلومات عن هوية جميع المتهمين والتوصل إلى معرفة هوية 3 أطفال ضحايا هذه الجريمة لحد الساعة، لتتوسع دائرة البحث والتحري التي تمت بأمر قانوني صادر عن وكيل الجمهورية، قبل أن تنتهي بالتنقل إلى الأماكن التي شهدت أطوار الحادثة ومعاينتها وأخذ صور لها لمطابقتها مع واقع الجريمة، واستدعاء الأطفال الضحايا وسماعهم على محاضر صرحوا من خلالها بكل الوقائع المشنية التي حدثت لهم، ليتم بعد ذلك توقيف 5 أشخاص، في حين لا يزال 3 آخرون محل بحث بعد تمكنهم من الفرار، وبعد استيفاء الإجراءات القانونية تمت عملية التقديم، أين أصدر قاضي التحقيق بمحكمة تبسة أمرا بالإيداع رهن الحبس المؤقت في حق جميع الموقوفين، بتهم تتعلق بتكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد لجنايات وجناية استدراج وتحويل القصر بالعنف تحت طائلة التهديد، وإرغامهم على تناول المشروبات الكحولية والمؤثرات العقلية وممارسة الفعل المخل بالحياء بالعنف وتصويرهم بمقاطع فيديو وصور فوتوغرافية مخلة بالحياء، وتداولها من أجل التشهير والابتزاز.