غندوزة بضفاف أودية وسلاسل جبال مناعة بأكثر من 18 كم على البلدية سيدي بايزيد، يقطنها زهاء 1500 ساكن يمتهنون حرفة الفلاحة والرعي، قد تبدو منذ الوهلة الأولى أنها منطقة محمية، إلا أن ظروف العشرية السوداء وهمجية الإرهاب، أدى بها إلى الهاوية وأخّر ركب التنمية بها إلى مئات السنين فقد عانت ويلات التقتيل والخوف والهروب الجماعي لأبناء المنطقة، وقد شهدت شهر فيفري من سنة 1997 هجوما إرهابيا أودىىى بحياة أزيد من 12 حارس بلدي من أبناء المنطقة الذين دفعوا ثمن حياتهم لأجل أن يعيش البقية في هدوء، ويروي الشيوخ ممن حضروا الواقعة أمثال المجاهد "علاوة"، أن الوقت كان منتصف النهار، حينما هاجمت مجموعة إرهابية مجهولة العدد القرية، وأطلقت وابلا من الرصاص بشكل عشوائي، وقتلت كل من ظهر للعيان وهي الحادثة التي تزامنت مع سطو مجموعات إجرامية أخرى على مساكن القرية ليلا، للقضاء على الشباب الذي ينوي حمل السلاح ضمن صفوف أفراد الحرس البلدي، وقد بلغت حصيلة ضحايا الاعتداءات الإرهابية، أزيد من 37 ضحية، ورغم أن شباب المنطقة من بين الأوائل الذين حملوا السلاح وتجندوا مع فرق الحرس البلدي بسيدي بايزيد، إلا أن القرية كانت هادئة هدوء أهاليها الطيبين، ولدى افتتاح أول مفرزة للحرس البلدي بالمنطقة، وعلى اثر الرائجات وقبل تدشينها بأيام، هاجمت مجموعة إرهابية الفروع الإدارية، كما هو الشأن للفرع البلدي والمدرسة، والتي لاتزال إلى حد كتابة هذه الأسطر آيلة للانهيار، وتعاني التصدع دون تدخل الجهات الوصية لترميمها أو إسقاطها، خشية انهيارها على رؤوس التلاميذ، هذا على غرار القاعة الصحية، والتي تبقى هي الأخرى تعاني التصدع والتشقق، بفعل إفرازات العشرية السوداء، في حين أن أحد الحجرات التي كانت سكنا بالمدرسة تم تدميرها بواسطة متفجرات ولا تزال شاهدة على ذلك إلى حد الآن، وبقت خرابا ومكانا آيلا للسقوط في أي لحظة، رغم وجودها داخل مدرسة ابتدائية، مما يبقى يخيف الكثيرين من حدوث كارثة لاتحمد عقباها، وقد أدى غياب السلطات للمنطقة التي تعتبر من بين أهم وأكثر المناطق تضررا، بفعل إفرازات العشرية السوداء إلى انتشار الفقر والأمية وثالوث المعاناة، والتي جسدته جمعية الحي في رسالة إلى السلطات الولائية، تنذر بحدوث كوارث وشيكة وأمراض مافتئت تنخر أجساد العديد من الأبرياء، داخل قرية معزولة لاتصل إليها إلا بشق الأنفس، مما يبقى يتطلب تدخلا عاجلا لحماية أرواح الأهالي والأطفال -بوجه خاص- من الحرمان، بعد أن حرموا من الأبوة، والتي افتقدوها نتيجة تضحية آبائهم من أجل أن تعيش البراءة في بلد العز والكرامة.