أسقط فريق شباب بلوزداد الأقنعة هذا الموسم بعد تمكنه من التتويج بكأس الجمهورية من خلال المردود الكبير لأبناء "لعقيبة" هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمنافسة السيدة الكأس أو البطولة من خلال تواجده في المركز الثالث قبيل جولة فقط عن إسدال الستار عن البطولة، وهذا بتشكيلة شابة من العناصر التي تفتقد إلى الخبرة اللازمة غير أنها وفقت في رفع التحدي وإعادة أبناء لعقيبة مجددا إلى الواجهة وإلى الأمجاد الضائعة. التتويج الأخير للشباب في منافسة الكأس والمشوار الطيب الذي أداه الفريق هذا الموسم إلى حد الآن في البطولة يجعلنا نتوقف مطولا عند هذا الانجاز، لا لشيء سوى لأن أبناء" لعقيبة" قد أسقطوا الفرضية أو لنقل ماكانت تعتبر حتمية لوقت ليس ببعيد على أن التتويجات لا تكون سوى ببناء فرق كبيرة بأسمائها، وهذا من خلال صرف الملايير هنا وهناك لضمان انتدابات كبيرة على الورق فحسب، لأن الكلام أضحى فوق الميدان بعناصر شابة رفعت التحدي هذا الموسم في الشباب من خلال سياسة قام بها رئيس الشباب محفوظ قرباج، تتركز على الاعتماد على العناصر الشابة والتخلص من سياسة "النجوم" التي لم تجلب للشباب في المواسم القليلة الأخيرة سوى النتائج السلبية تلو الأخرى، إلى جانب المشاكل المختلقة جراء حديث هؤلاء ما يصطلح عليهم "بالنجوم" سوى على المستحقات، في حين النتائج فوق أرضية الميدان "يجيب ربي" كما يقال، الشيء الأكيد أن درس بلوزداد هذا الموسم كان مفيدا ورسم خارطة طريق لما سيكون عليه المستقبل بالنسبة لنوادينا الجزائرية التي ستتوجه تدريجيا إلى الإيمان بالكفاءات الشبانية التي تبقى بمثابة الخلاص الوحيد لكرتنا المستديرة، كما تجدر الإشارة إلى أن سياسة الشبان التي اعتمدت من قبل الشباب هذا الموسم والتي أتت بثمارها من خلال هذا التتويج التاريخي والثمين، كانت قد انتهجت من قبل من طرف بعض الأندية حتى وإن لم تكن النتائج بمثل هذا الانجاز المحقق من قبل الشباب، الا أنها كانت ناجحة هي الأخرى على غرار النصرية ونوادي أخرى. قرباج آمن بالشبان فأهدوا له أول انجاز في أول مشوار ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن هذا الانجاز الكبير للشباب دون إغفال الدور الكبير الذي كان للرئيس البلوزدادي محفوظ قرباج، الذي نجح وبالضربة القاضية في أول مشوار له على رأس النادي بعد قيادته للفريق للتتويج بعد غياب عن مثل هاته التتويجات منذ موسم( 2001- 2002) كآخر تتويج للشباب بالبطولة، حيث آمن هذا الأخير بقدرة هاته العناصر الشابة على رفع التحدي هذا الموسم، وهو ما كان بالفعل مع نهاية الموسم من خلال هذا الانجاز الكبير إلى جانب تواجد الفريق في المركز الثالث على مستوى البطولة، إيمان قرباج بقدرة عناصر شابة كحريزي، فلاح، باي، وآخرين حفز هاته العناصر الشابة على رد دين رئيسها من خلال صمودهم الكبير خلال النهائي وتمكنهم من إهدائه كأسا للجمهورية وترديد الأغاني الممجدة لرئيسهم قرباج " جيش، شعب معك يا قرباج". فلاح وزملاؤه يدخلون التاريخ ويعيدون للشباب أحلى الأيام الأكيد أن الأسماء الشابة للشباب وبعد الانجاز الكبير الذي حققته أول أمس في نهائي كاس الجمهورية، ستبقى خالدة في أذهان أنصار الشباب، لا لشيء سوى لأنها أسماء من ذهب أعادت المجد الضائع لأبناء "لعقيبة" وأعادت الشباب مجددا إلى الواجهة بعد مواسم عجاف، اختفى فيها الشباب عن الواجهة بفعل تواضع نتائج الفريق سواء على مستوى البطولة أو في منافسة السيدة الكأس... فألف تحية لفلاح، حريزي، باي، براجة وآخرين، هذا هو لسان حال أنصار الشباب. حنكوش الوحيد الذي يعرف كلمة السر في بلوزداد ولا يمكن بالمقابل التطرق إلى هذا الانجاز الكبير المحقق من قبل شباب بلوزداد أول أمس بتتويجه بمنافسة السيدة الكأس، دون التطرق للعمل الكبير الذي قام به المدرب محمد حنكوش على رأس العارضة الفنية، فيكفي التذكير بأنه المدرب الوحيد الذي كان قادرا على فك شفرة بلوزداد وخير دليل على ذلك التراجع الكبير لنتائج الفريق بعد مغادرته الفريق، قبل أن يتمكن الرئيس قرباج من إقناعه بالعودة مجددا لاقتناعه التام أن فريقه "ماراحش يدور" إلا معه، وكما سبق وأن ذهب إليه الرئيس قرباج، فإن حنكوش باق على رأس العارضة الفنية لموسم إضافي. قالوا عن التتويج محفوظ قرباج (رئيس شباب بلوزداد): "أنا سعيد جدا بهذا التتويج ولو أننا لم نقدم مباراة كبيرة. لقد نجح لاعبونا في الاحتفاظ ببرودة الأعصاب، ولما رأينا بأن المباراة ستؤول إلى ضربات الترجيح كنت متأكدا بأن الحارس فلاح سيكون في المستوى مثلما فعله في الأدوار السابقة ضد مولودية الجزائر ووداد تلمسان. أثبتنا اليوم أن شباب بلوزداد يبقى فريقا طيبا وسيكون له شأن كبير في المستقبل. أحيي بحرارة كل اللاعبين على هذا التتويج". محمد حنكوش (مدرب ش. بلوزداد): "لقد واجهنا اليوم فريقا عنيدا اسمه أهلي البرج الذي يستحق نتيجة أفضل. كنا واثقين في امكانياتنا حتى النهاية. نشكر حارسنا فلاح الذي كان في المستوى". فلاح (حارس مرمى ش. بلوزداد): "كنا محظوظين كثيرا وخاصة في الضربات الترجيحية، لقد حافظت على هدوئي، أنا فخور بمساهمتي في تتويج فريقي الذي سيفتح لي آفاقا جديدة. أشكر كثيرا الفريق المنافس الذي كان بإمكانه الفوز بالكأس". معمري (لاعب ش. بلوزداد): "عانينا الأمرين ضد فريق جيد لشباب أهلي برج بوعريريج. كل اللاعبين كانوا في المستوى ولو أن الحرارة أرهقتنا كثيرا. لقد آمنا بحظوظنا حتى النهاية، الفضل يعود إلى حارسنا فلاح الذي تصدى بنجاح لعدة ضربات ترجيحية". ألاكس (لاعب ش. بلوزداد): "نحن سعداء بهذا التتويج التي يسمح لنا بانهاء الموسم بنجاح. اليوم لم ألعب بمستواي الحقيقي، لقد تأثرنا كثيرا بالحرارة الخانقة، أوجه تحية خاصة لفريق البرج الذي لعب مباراة في القمة وكان يستحق التتويج بالكأس هو الآخر".