أكدوا مواصلة إضرابهم إلى غاية الاستجابة لمطالبهم مع ضمانهم الحد الأدنى من الخدمات احتشد، منذ الساعات الأولى، بوهران الآلاف من الأطباء المقيمين داخل المستشفى الجامعي بن زرجب بحي بلاطو، تأهبا لمسيرة ضخمة انطلقت في حدود العاشرة من صباح أمس وسط تنظيم أمني محكم، وقد جاب الأطباء المقيمون العديد من الأحياء مرورا بمقر الولاية إلى غاية ساحة أحمد زبانة، في مسيرة حاشدة على مسافة تعدت 10 كلم ذهابا وإيابا. وفقا لتصريحات عضو التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين «طايلب محمد» فقد استجاب للمسيرة 15 ألف طبيب مقيم، كما ساندت النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين والجامعيين المحتجين في مسيرتهم الحاشدة. وأشار المتحدث الذي كان يقود المسيرة إلى أن الأطباء استجابوا لنداء التنسيقية مواصلة لاحتجاجاتهم قصد تحقيق مطالبهم، وقدموا من عدة مستشفيات جامعية بتراب الوطن على غرار العاصمة وبجاية وتيزي وزو وسيدي بلعباس. إضافة إلى وهران، وحمل المحتجون لافتات وشعارات عديدة على غرار «لا للخدمة المدنية» و«مقيمون في إضراب» و«أطباء غاضبون للوضعية رافضون» و« يد بيد من أجل كرامة الطبيب». وردا عن سؤال يومية «النهار» بشأن مسألة الحد الأدنى من الخدمات الصحية داخل المستشفيات الطبية والمصالح الاستعجالية أثناء الاحتجاج، رد ممثل التنسيقية «طايلب محمد» قائلا إنه «تم توفير عبر المستشفيات الحد الأدنى من الخدمة والعمليات الجراحية الاستعجالية التي من المستحيل تأجيلها وعملنا سيظل خدمة للمريض والمواطن ككل»، ووصف المتحدث المسيرة بالتاريخية، ممتنا لمصالح الأمن التي قامت بتنظيم محكم لتفادي أي انزلاقات. في حين اعتبر ممثل التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين بولاية تيزي وزو أنه رغم مرور شهرين من فتح أبواب الحوار من طرف الوزارة الوصية، إلا أن النتيجة ظلت سلبية على حد تأكيده، مناشدا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل من أجل النظر في مطالبهم. أما ممثل التنسيقية بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس فوصف مطالب الأطباء بالشرعية والواضحة، مؤكدا أن كل ما يريدونه يصب في صالح المريض على اعتبار أن تجسيد مطالبهم من شأنه التخفيف من حدة توجه المرضى للعلاج بالخارج أو الدول المجاورة، وأن الأمر سيتطور بتوفير الوسائل وتحقيق مطالبهم. وكانت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين قد تمسكت بقرارها المتمثل في مواصلة الاحتجاج إلى غاية لقاء وزير الصحة، أين سيتم الإعلان بعد ذلك عن نتائج هذا اللقاء الفاصل إما بتجميد الإضراب أو الإبقاء عليه والتصعيد فيه، حيث افترق المحتجون على مواصلة الحركات الاحتجاجية إلى غاية تحقيق مطالبهم ولقائهم مع وزير الصحة وإصلاح المستشفيات. وتأتي مسيرة وهران بعد سلسلة من الاحتجاجات والمسيرات في العاصمة وسطيف وقسنطينة، وكان وزير الصحة قد أكد أن أبواب الحوار أمام الأطباء المقيمين تبقى مفتوحة، وأنه يسعى إلى تحقيق عدد من مطالبهم، معترفا بوجود اختلالات في الخدمة المدنية التي اعتبرها مكسبا لا غنى عنه. للإشارة، فقد سبق وأن اجتمع وزير الصحة مختار حسبلاوي مع ممثلي التنسيقية واستمع لانشغالاتهم، وتمكنوا خلال ذات اللقاء من طرح كل مطالبهم، حيث أكد بخصوص الخدمة المدنية أن هذا الإجراء ينبغي أن توافق عليه الحكومة ويعرض في البرلمان، وهو ما سيطرحه على الوزير الأول، والأمر نفسه بالنسبة لمطلبهم حول الاستفادة من الإعفاء من الخدمة الوطنية الذي يحتاج إلى لجنة مشتركة مع وزارة الدفاع بعد موافقة الحكومة على ذلك. وبشأن التكوين الذي طالبوا بتحسينه، اعترف الوزير بضعف التكوين في المؤسسات الاستشفائية، حيث أعلن أنه سيجتمع بوزير التعليم العالي للعمل على تحسين البرنامج الدراسي وخلق توازن بين الجانب النظري والتطبيقي. وعن تحسين الظروف المهنية والمتاعب التي ترافقهم في فترة المناوبة وتعرضهم للاعتداءات المتكررة، ذكر وزير الصحة أن الوضع بالمستشفيات غير مستقر. وأعلن الوزير عن إيفاد لجان إلى كل المؤسسات الاستشفائية للوقوف على النقائص المسجلة في كل مؤسسة، على أن تتبع التقارير تسوية لتحسين ظروف عمل كل الأسلاك الطبية، وحول عدم استفادة الأطباء المقيمين من أموال الخدمات الاجتماعية وعدهم الوزير بالتدخل لمعرفة أسباب إقصائهم.