عقب نجاح أكثر من 63 نزيلا بمؤسسة إعادة التربية بالحراش، تنقلت ''النهار'' أمس إلى المؤسسة لمشاركة النزلاء الناجحين فرحتهم، حيث أعرب عدد من الذين تمكنوا من نيل بكالوريا 2009 بين أسوار السجن؛ عن أملهم في تمكينهم من الاستفادة من نظام الإفراج المشروط والحرية النصفية التي طال انتظارهم لها حسب تصريحاتهم حيث تم إيداع 13 ملفا أمام لجنة تطبيق العقوبات التي تفصل في مثل هذه الملفات. ''إن شاء الله يعاونونا في الحرية النصفية'' بمثل هذه العبارات فتح ''محمد.ع'' البالغ 39 سنة قلبه لنا، أول ما سألنا عنه ''هل حقيقة سنستفيد من مزايا الإفراج المشروط؟''، كان يتلهف لمعرفة إمكانية استفادته من هدمها. ليؤكد بعدها ''لقد وضعنا ملفاتنا على مستوى لجنة تطبيق العقوبات ونحن ننتظر الرد، إن شاء الله أيعاونونا في الحرية النصفية''. محمد نال شهادة البكالوريا بأعلى معدل على مستوى النزلاء المتقدمين للامتحان بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، والذي يضم مركز الحراش وسركاجي، حيث بلغ معدله ما يقرب 15 من 20، ويضيف محمد ''الأمل كبير في الحرية وأنا أنتظر الفرج من الله''. بوعلام: ''فزنا بالبكالوريا لنثبت وجودنا في الحياة'' نفس الموقف لمسناه من ''بوعلام.ز''، شاب في مقتبل العمر 30 سنة، نال شهادة البكالوريا بعد قضائه فترة عقوبة زادت عن العامين والنصف، بالنسبة لبوعلام ''الباك أنحيو بيه الروتين تاع الحبس''، ليضيف ''رغم أني نلت شهادة البكالوريا خارج السجن إلا أن فرحتها داخل أسواره لا تتصور، تحس وكأنك تثبت وجودك من جديد لتقول للعالم أجمع، جو سوي لا، لكن على المسؤولين النظر إلينا بنظرة الرأفة ومساعدتنا على الاندماج بتمكيننا من الحرية المشروطة خاصة وأننا لا نبعد عن الشروط اللازمة إلا الشئ اليسير''. مصطفى: ''راني نستنا يدرسوا ملفي باه أنشوف أوليدي الليزاد وأنا في الحبس'' لم أجد القدرة على الإستماع لمصطفى البالغ من العمر 32 سنة وهو يتحدث عن ألمه الشديد في عدم تمكنه من لمس ابنه الرضيع الذي ولد وهو لا يزال متواجدا داخل السجن، ''أخشى أن يذكر يوما أن والده دخل السجن''، ليضيف ''أوليدي زاد وأنا في الحبس، راني حاب أنشوفو''. كان مصطفى يتكلم بكثير من الشوق الممزوج بالندم عند حديثه عن فترة سجنه والتهم التي تمت إدانته بها، ''والله أملنا في رب العالمين باه أيساعدونا في الحرية المشروطة''. عمي محمد صورة الرجل الذي شيبه الحبس في انتظار الإفراج المشروط بدوره عمي محمد، البالغ من 48 سنة، تحدث معنا وهو يكاد يذرف الدموع، كانت صورة ملامح وجهه توحي أنه أكبر بكثير من سنه الحقيقي ''الحبس راه شيبيني، والله أنا سوفريت باه جوزت الباك''، ويؤكد ''لقد تعبت كثيرا خلال فترة السنوات الثلاث الأخيرة بالسجن، بدأت التعليم في الطور الثانوي بالتعليم عن بعد من السنة الأولى لغاية هذه السنة التي نلت شهادة البكالوريا، لقد تأثرت عائلتي كثيرة عند سماعها خبر نيلي شهادة البكالوريا، غير أنها صدمت بعدم استفادتنا من العفو الرئاسي، اليوم كلنا أمل في أن نستفيد من نظام الحرية المشروطة، يرحم والديك يا سيد الرايس شوف لينا، ربي يرحمك في الدنيا والآخرة''. الحراش به أيضا نساء فائزات ب ''الباك والبياف'' للمرة الرابعة هي الحقيقة التي تمثلت للعيان بمؤسسة إعادة التربية بالحراش في العاصمة، أسماء للعديد من النزيلات، رزيقة ونسيمة وغيرهن مثال للمرأة التي أثبتت وجودها، من خلال مشاركتها في العديد من الامتحانات، فرزيقة التي تتواجد بسجن الحراش منذ سنوات تنال ''الباك'' للمرة الرابعة، ورغم إثبات جدارتها واستعدادها للاندماج في المجتمع إلا أنها لا تزال على قائمة الانتظار للنظر في قضيتها من الجهات المخولة قانونا لذلك، كما ناقشت هذه النزيلة لمذكرة تخرجها في قانون الإدارة والأعمال نهاية السنة الدراسية التي تحصلت على تقدير جيد جدا بمعدل 16 من 20. تركنا نزلاء الحراش وكلهم أمل في لفتة من السلطات العليا في البلاد خاصة رئيس الجمهورية ووزير العدل من أجل مساعدة فئة أكدت استعدادها للاندماج وسط المجتمع.