عاد عديد الطلبة الذين يزاولون دراستهم في أصول الدين وتعليم القرآن بالمعهد الإسلامي بدمشق مضطرين إلى عائلاتهم بولاية الوادي وبعض المناطق الأخرى في الجزائر، هروبا من ملاحقات الأمن السوري الذي يشن -حسبهم- حملة توقيفات واعتقالات واسعة منذ مطلع الشهر الجاري تستهدف بشكل خاص الجزائريين. وحسب عدد من هؤلاء الطلبة الذين التقتهم ''النهار'' فإنهم سددوا كافة المستحقات المالية من أجل إتمام دراستهم بهذا المعهد الذي يضمن لهم تكوينا في أصول الدين والفقه وتعليم القرآن، إلا أنهم تفاجأوا أثناء وصولهم إلى هناك لإتمام دراستهم باستدعاء عدد من عناصر الأمن السوري ثم تحذيرات من إدارة المعهد طلبت منهم أن يغادروا أفضل لهم من توقيفهم لدى الشرطة وتعرضهم للتحقيق وما يتبعه... لإجبارهم للاستنطاق في دواليب أجهزة الأمن السورية المعروفة بتشددها في التعامل مع الإسلاميين. وأكد هؤلاء أن هذه التوقيفات والاعتقالات والتي مست لحد الآن ثلاثة جزائريين جاءت على خلفية توقيف أحد الطلبة بتهمة التزوير واستعمال المزور والتجنيد لصالح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتسهيل إجراءات عبور هؤلاء للأراضي العراقية. وأضاف هؤلاء في معرض تصريحهم ل''النهار'' أن لا علاقة لهم بمثل هذه التنظيمات بل هم مجرد طلبة علم يبحثون عن تنمية قدراتهم الفكرية والدينية في معهد إسلامي له شهرة واسعة في البلاد العربية، يضم عددا من الأساتذة والعلماء والباحثين الذين بإمكانهم إشباع رغبات هؤلاء العلمية وضمان تكوين ديني سليم يسمح لهم بمعرفة دينهم معرفة تامة وصحيحة ويؤهلهم إلى تولي بعض الوظائف كالإمامة أو التدريس في بعض المدارس القرآنية في الجزائر. وقال أحد الطلبة الذي يدرس في السنة الثانية بالمعهد هذا الموسم أنه مباشرة عند وصوله سلمه المدير استدعاء ين من طرف الأمن السوري ونصحه بالعودة من حيث أتى ونسيان هذا المعهد بشكل نهائي لتفادي الوقوع في مشكلات هو في غنى عنها. للإشارة، فإن عددا من الجزائريين الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا وخاصة من ولاية الوادي ينهبون إلى مثل هذه المعاهد سواء تلك الكائنة في سوريا أو اليمن.