قاد تحديد هوية الإرهابي المفرج عنه المتورط في قضية تهريب أكثر من قنطار من الكيف المعالج بتلمسان، من خلال النظام الآلي لتعريف البصمات "آفيس"، إلى الكشف عن مخزن كمية هامة من الحشيش المغربي داخل مسكنه الواقع بحي الحمري بمغنية، وتم حجز كمية أخرى تتجاوز 6 قناطير من الكيف، لتقدر الكمية الإجمالية المحجوزة في هذه العملية النوعية التي أشارت إليها "النهار" في عدد أمس، أكثر من 7 قناطير من الكيف المغربي، إضافة إلى حجز سيارتين من نوع "رونو اسباس" و"أودي 4". تنقل محققو فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان ليلة أول أمس، إلى مسكن المدعو"ب.ل" بحي الحمري بوسط مدينة مغنية، حيث أسفرت عملية التفتيش عن حجز 614 كغ من الكيف، كانت مخبأة داخل منزله، في انتظار تسويقها على مراحل، كما حجز المحققون سيارة من نوع "أودي 4"، يرجح أنها من عائدات المخدرات وكانت تستعمل في نقلها. واستنادا إلى خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني التي أوردت الخبر، فإن الكمية الإجمالية للمخدرات المحجوزة في هذه العملية تتجاوز 7 قناطير من الكيف المهرب من المغرب. وتشير معلومات متوفرة لدى "النهار"؛ أن الموقوف "ب.ل" إرهابي استفاد من الإفراج في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بعد أن قضى عامين في السجن، وتم توقيفه من طرف فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر، بناء على اعترافات إرهابي موقوف، تم العثور بحوزته على جواز سفر "ب.ل" للتنقل به، والإفلات من مصالح الأمن، وتمت متابعته بتهمة الإنتماء إلى جماعة إرهابية وعدم التبليغ. وكان الموقوف مهربا للمخدرات قبل الإلتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، حيث قضى 10 سنوات حبسا نافذا بسجن لومباز بباتنة، بتهمة المتاجرة بالمخدرات، وذلك خلال الفترة الممتدة من سنة 1984 إلى غاية 1994، حيث تجند بعد الإفراج عنه في صفوف الإرهاب، قبل أن ينخرط مجددا في نشاط المتاجرة بالمخدرات. وتكشف هذه القضية عن تجنيد الجماعات الإرهابية لمسبوقين قضائيا ومجرمين سابقين يملكون "خبرة" في الإجرام، ويشتغل المحققون على صلة المهرب بالجماعات الإرهابية، بعد زحف التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود) إلى مناطق الغرب، و التنسيق مع المهربين النشطين على الحدود الغربية، خاصة لتمويل كتائبه من عائدات المخدرات وتهريب الوقود، حيث أثبثت تحقيقات أمنية على صلة شبكات التهريب بالجماعات الإرهابية، خاصة في ظل تجفيف منابع التمويل، وراهنت قيادة درودكال على فئة المفرج عنهم من الإرهابيين غير التائبين، للإنخراط مجددا في صفوفها في خلايا الدعم والإسناد والتجنيد والتمويل. ويوجد شريك المهرب في حالة فرار، وعلم أنه تم تحديد هويته، وهو ينحدر أيضا من مدينة مغنية.