يحيطون به من أهل وأقارب وجيران وغيرهم ممن إذا رحنا نعدهم فلن نحصيهم كلهم، وبالرغم من كثرتهم وقربهم منّا وقرابتهم لنا، إلا أننا نجد أنفسنا في معظم الأحيان نبحث عن شخص آخر نختاره بأنفسنا وبكل حرية دون أن يتدخل أي كان في اختيارنا، على عكس بقية الأفراد الذين تربطنا بهم صلة رحم أو قرابة أو جوار، فهذا الشخص الذي لم تلده أمهاتنا، في كثير من الأحيان ما نجد أنفسنا أقرب إليه من الآخرين، ونقاسمه همومنا وأفراحنا، ونشركه أفكارنا ومشاريعنا ونبوح له بأسرارنا، ونعرّفه حتى على عيوبنا ما ظهر منها وما بطن، هذا الفرد لم يستغن عنه حتى الأنبياء عليهم السلام، بالرغم من معجزاتهم وقدراتهم، إلا أنهم كانوا بحاجة إليه ، وأشركوه في كفاحهم ونشر رسالتهم، بل أكثر من هذا ...عادة ما يكون هذا الفرد هو المعيار الذي يقيسنا به الناس وإذا عرفوه عرفوا من نكون، وكثيرا ما نتعلم منه أو يسحبنا إلى ما هو عليه، دون شك قد تعرفتم عليه ... كيف نختاره، أين ومتى نجده؟ هذه هي الأسئلة التي طرحها على نفسه الياس، حيث يقول في رسالته ... لقد كنت منذ الصغر أفضّل الوحدة، ولا أحب مخالطة الناس وعندما أرى الأطفال يلعبون أعتزل عنهم وأبقى وحيدا وأفكر في أشياء أخرى، غير اللعب واللهو والركض، وكل ما يفعله بقية الأطفال، ومع مرور الوقت أصبحت لدي عقدة وصرت أشك في نفسي بأني غير قادر على كسب الأصدقاء، مع أني أنا من كنت أفضل الابتعاد، مع مرور الوقت بدأت أتعرف على الناس وأجرب الزملاء، من أجل انتقاء صديق أحسست بأني بحاجة إليه، خاصة بعدما كبرت وصرت لا أتحاور كثيرا مع إخوتي، وكنت في كل مرة أقترب من أحدهم وأقول هذا هو ...لكن سرعان ما أجد نفسي أتهرب منه أو أجده يتهرب منّي ويختار صديقا اخرا، وعادة أرى منه أمورا لا تعجبني، مثل عدم الحفاظ على الأسرار أو عدم الاحترام، وأجد أنه لا يقاسمني نفس العقلية وبالتالي أفارقه، مع مرور الوقت وبعد كثرة المحاولات، وجدت نفسي أتعرف على المئات ولا أعرف أحدا، كثير الأصحاب لكن في وقت الحاجة أجد نفسي وحيدا دون صاحب أستشيره أو أقاسمه همي أو فرحتي، وفي الكثير من الأحيان كنت أشعر بالحزن عندما أرى زملائي يقومون بأشياء من دوني، أو يخرجون دون إخباري، ويفعلون أشياء خفية عنّي فكاد ذلك يفقدني صوابي، وبقيت أبحث لكن دون نتيجة، وبقيت أتساءل أين أجد هذا الصاحب؟ صبرت ومع مرور الوقت، اكتشفت أن أولئك كانوا يفعلون ذلك لأن عقليتي لا تشبه عقلياتهم، ومبادئي لا تشبه مبادئهم، وكنت أفسد عليهم الخرجات برفضي لفعل ما كانوا يفعلون، ومن تم عرفت بأنهم يتشابهون، ويجب علي البحث عن من يشبهني، توالت الأيام وبقيت مركزا على دراستي، حتى تخرجت و تحصلت على وظيفة يحلم بها الكثير من الناس، وأصبحت قادرا على مساعدة الآخرين، وشرعت في عمل الخير قدرما استطعت، وهنا بالذات عرفت معنى الأصدقاء، حيث أصبحوا يسألون عنّي ليلا ونهارا، ويقصدونني في كل حين ومن كل صوب، ومن كثرتهم صرت لا أكاد أحصيهم، حتى جاء ذلك اليوم الذي توقفت فيه عن العمل بسبب حادث مرور، دخلت على إثره المستشفى وبقيت هناك لمدة شهر ونصف، ولم يسأل عنّي أحد، وكنت كلما أسمع وقع أقدام في رواق المستشفى أحسبها زيارة لي، لكن هيهات ماعدا أهلي أو إخوتي، وكان أحد الشباب الذين ساعدوني يوما يزورني في المستشفى وبالرغم من أني لا أعرفه لم يتركني للحظة واحدة، حتى بعد خروجي من المستشفى، وصرنا بعد ذلك أصدقاء وتقاسمنا ما تحمله الدنيا من أفراح وهموم، والحمد لله وجدت فيه ذلك الصديق الذي كنت أبحث عنه منذ الصغر، ومازالت صداقتنا قائمة إلى غاية اليوم، ولهذا أرجو أن تتكلموا عن الصداقة الحقيقية التي لا تقوم على الأخذ فقط، وإنما على الأخذ والعطاء، وأطلب من الأخ فيصل إذا أمكن قصيدة في هذا الموضوع، وشكرا على هذه الصفحة التي ساعدتني على إخراج ما كان بداخلي، لأبوح لكم بسر لم أبح به حتى لهذا الصديق. الرد: شكرا لك إلياس على هذه القصة؛ التي أراها تفيد الكثير من الشباب الذين يظنون بأن الصداقة صدقة تقدم لنا على طبق، أو نجدها في مكان معين أو في زمن محدد، أو نشتريها بالمال لكنها في الحقيقة تولد من رحم التجارب، في ظروف صعبة تماما كما يولد الإنسان، ولك القصيدة التي كتبتها واخترت لها عنوان كلمة لحباب. كلمة لحباب يالي سالتني علاش كلمة لحباب ماعدناش نقراوها فلمسيد وش من سبة علاش عدنا نقراو غير لحساب سمعت بلي بكري كانو يقراو عالصحبة راني حاب نعرف محلها من الاعراب المشكل فالفعل ولا الفاعل إلي تخبى إيلا كان الفعل منصوب نرفعو النصاب والله هاذ القرايا ما فهمت فيها حبة علاش الحبيب اليوم عاد ما ينصاب وكرهنا بعضانا وعلاش يا عجابة ولا الصحبة حبست فعصر ابن الخطاب ابا بكر وعثمان وعلي والصحابة علاش عدنا نقراو عالنجوم وعالسحاب بصح ما نقراوش علبنادم كيف يتربى لله خويا فيصل احكيلي علحباب ما عدناش نقراوها فلمسيد وش من سبة ايلا قلتلك نعرف نتسمى كذاب على خاطر كاين شحال من سبة وسبة بصح راح نحاول نردلك جواب وانا هاذ لجواب خديتو من تجربة كنت انا عايش في وقت شباب ربي سبحانو عطاني حاجة شابة نعاون الناس في لوقات الصعاب وكان الي يقصدني نقولو مرحبة في وجههم عمري ما نغلق الباب ولتم بالذات بديت نعرف الصحبة الناس يحبوني وكثرو لحباب صبح وعشية معاهم في رحبة كي نجي نحسبهم يتلفلي لحساب منين طاحت عليا كامل هاذ لمحبة كنت وين نروح نلقاهم قراب حتى ساعات وليت غير نتخبى نقعد وحدي أو نغلق الباب وفلت واقيل أنا سلطان الغابة حسيت براسي راني شايد السحاب وخفت لا كان نموت أو يبنولي قبة ونولي والي مدفون تحت التراب والناس تدعيني وتستنى الإجابة كيما راهم يديرو اليوم فلقباب نشاء الله يهديهم بالمناسبة المهم مادامش ذاك الوقت الشباب وما نعرف كيفاه جاتني واحد الضربة تنقطع الرزق وتغلقوا لبواب حمدت الله ورضيت بالكاتبة وبدات الدنيا عليا تصعاب وبدى حتى الوقت يدورهالي غربة وبداوي جوا يسقسو عليا الصحاب ما راكش تبان واش هاذ الغيبة؟ قلتلهم ماعليش المومن مصاب والدنيا مرة ساهلة ومرات صعيبة والرزق حاجة محطوطة في كتاب ساعات تبان وساعات تتخبى كيف ذيك الشمس الي يغطيها السحاب تعاود تبان لما تفوت السحابة المهم دركا البركة فالصحاب إلي كانوا صابوني في لوقات الصعيبة نروح ليهم ونقصدهم للباب يوقفوا معايا في هاذ المصيبة بصح هاذ المرة رام طولوا لغياب ماحوسوش عليا يادرا واش من سبة ؟ ما علي شانا نروح ونسبب لسباب يالوكان نسمع منهم كلمة شابة ينسوني شويا في هاذ العذاب راني غير وحدي عايش في غربة الي نروح ليه نقصدو للباب أما ماكاشو ولا يصيبلي سبة وبديت نشوف بلي كثرو لسباب ولتم عرفت بلي راهو عليا يتخبى وعرفت بلي كنت غالط فلحساب وبلي ماشي أنا سلطان الغابة ولا بلاك أنا ..ودركا راسي شاب؟ والسبع كي يكبر يدوروا عليه الذيابة لتما بالذات إلي عرفت الصواب وعرفت وقتاش تزيد الصحبة الصحبة ما تزيدش فالوقت الشباب تزيد في لوقات والظروف الصعبة صبرت مع الوقت حتى ربي جاب صاحب من جيهة ما كانتش محسوبة قالي أنا صاحب وماشي طلاب ونقسم معاك كلش حبة بحبة كيما كان الحال تعاوننا عالصواب توكلنا على الله وتعاشرنا بمحبة تقاسمنا لفراح وتقاسمنا لعذاب أو سبحان الله ردلنا الإجابة رجعلنا الخير وفتحلنا لبواب وعلمنا بزاف من ذيك التجربة وزادوا ولاو لينا هاذوك لحباب إلي كانوا خلاونا في لوقات الصعيبة قصدونا وعاودنا فتحنالهم الباب وما سمعوا ملعندنا غير الكلمة الشابة بصح هاذ المرة عدنا نديرو لحساب نمدولهم بصح مانستناوش الإجابة يا الي سالتني على كلمة لحباب ما نقدر نقولك من غير ربّ صاحب واحد فالشدة ينصاب والا ميات صاحب فالشدة يتخبى تاليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة