بسبب عطل وعدم وجود متبرعين جدد وزارة الصحة تستنجد بالمساجد لحث الجزائريين على التبرع بالدم «الفايسبوك» لتسول أكياس الزمر النادرة من الدم تشهد المراكز الاستشفائية تراجعا في مخزون بنوك الدم، على خلفية خروج العاملين في عطلة، وعدم وجود متبرعين، بالإضافة إلى انعكاس إضراب الأطباء المقيمين وتحويل أطباء مراكز حقن الدم لتعويضهم في أقسام الاستعجالات، مما أثر سلبا على عملية تجميع الدم. وحسبما أكده العديد من رؤساء المصالح ل«النهار»، فإن أزمة أكياس الدم بلغت مستويات مقلقة في المستشفيات، حيث يتم الاستعانة بذوي المرضى لتوفير كميات الدم الضرورية لهم، أو الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل الحصول على كيس دم، في ظل ارتفاع حالات حوادث المرور والحوامل. وذكر المشرفون على مصالح حقن الدم، أنه من بين الأسباب التي نتج عنها تراجع مخرون الدم، هو توجيه الأطباء العاملين على مستواها للعمل في أقسام الاستعجالات، خلال إضراب الأطباء المقيمين، باعتبار أنها من الأولويات، والنتيجة هي زيادة حدة أزمة التي تشهدها المستشفيات حاليا. وبالإضافة إلى الزمر العادية، تشهد الزمر النادرة نقصا حادا، وهو ما اضطر العديد من المصالح الطبية خاصة الجراحة العامة إلى تأجيل العمليات الجراحية للعديد من المرضى. وأكد الأطباء ممن تحدثث إليهم «النهار»، أن المستشفيات تضطر إلى العمل بنظام المقايضة لضمان مخزون جديد من الدم، من خلال مطالبة عائلة المريض بالتبرع بالدم، حتى وإن كانت زمرة دم الأقارب لا تتناسب مع حاجة مريضهم. خاصة أن الكمية المتبرع بها تبقى غير كافية للتكفل باحتياجات جميع المرضى، باعتبار جزء كبير منها يوجه للحالات الاستعجالية، خاصة المصابين في حوادث المرور. من جهته، قال الدكتور سفيان كيري، المكلف بالإعلام على مستوى الوكالة الوطنية للدم، إنه يتم حاليا العمل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أجل القيام بخطب يوم الجمعة، من أجل تحسيس المواطنين بضرورة التبرع بالدم، بالإضافة إلى أرسال شاحنات لجمع الدم قرب المساجد لزيادة عدد المتبرعين. وقال كيري في اتصال مع «النهار»، إن الجزائر كباقي الدول تعاني خلال شهر أوت من نقص فادح في الدم، بسبب نقص المتبرعين من جهة، وخروج العاملين في عطلة من جهة أخرى. حيث تستهدف شاحنات جمع الدم بالدرجة الأولى المؤسسات العمومية الكبيرة والخاصة، والتي يكون أغلب عامليها في عطلة خلال هذه الفترة من السنة. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أن هذه الفترة تتميز بكثرة الطلبات على أكياس الدم، من قبل المصابين في حوادث المرور وكذا مصالح التوليد، باعتبار أن الولادات تشهد مستويات قياسية خلال هذه الفترة من السنة. مشيرا إلى أنه سيتم القيام بحملات تجميع الدم على مستوى المراكز التجارية الكبيرة والمنتزهات باعتبارها تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين.