أجمع المشاركون في الأسبوع الوطني الحادي عشر للقرآن الكريم تحت شعار "الوطنية و المواطنة في الإسلام" في يومه الثاني اليوم الثلاثاء على أن الشباب الجزائر يحتاج إلى قدوات مستمدة من التراث الوطني و الإسلامي للانطباع بالقيم العليا للمواطنة و الوطنية وأكد المشاركون في هذه التظاهرة التي جمعت بين ملتقى عن الوطنية و المواطنة في الإسلام و مسابقة في حفظ و تجويد و تفسير القرآن الكريم على ثراء تاريخ الجزائر بالشخصيات الفذة التي أثرت بأفكارها و مواقفها في المجتمع و زرعت الروح الوطنية في نفوس الجماهير و الشباب على وجه الخصوص و في هذا الإطار أوضح الدكتور مصطفى باجو في محاضرة بعنوان "البعد الوطني في حركة الشيخ بيوض الإصلاحية" أن الإمام ابراهيم بن عمر بيوض الذي ولد في 1899 بالقرارة (غرداية) "اتخذ من المسجد مجاله الأول لتوعية الجماهير ثم ركز على المدارس من خلال تأسيس معهد الحياة في 1925 الذي عمل من خلاله على ترسيخ حب الاسلام و السعي للتنمية و ترقية الوطن و كان الشيخ البيوض حسب المحاضر "يولي أهمية كبيرة للتربية الوطنية و كان يعتبر العمل لتحرير الوطن واجبا دينيا و السعي وراء ابقاء المستعمر كبيرة من الكبائر" مشيرا الى أنه "عمل طوال مسيرته في المعهد على تلقين اسس المواطنة و ذلك من خلال تشجيعه للمواهب الأدبية و تركيزه على فن الأنشودة الوطنية. و في محاضرة بعنوان "التربية الوطنية في المنهج الباديسي" أثنى الدكتور الصالح بوعزة من جامعة سطيف على المنهج الذي تعامل به الشيخ عبد الحميد بن باديس لنشر العلم في المجتمع الجزائري في عصره من خلال منهج قام على فلسفة مستمدة من مبادئ الاسلام و أكد المحاضر أن العلامة ابن باديس رغم انتمائه لأسرة متصوفة و تتلمذ على أيدي معلمين صوفيين إلا انه "لم يجمد على الصوفية و عمل على التغيير" و استثمر في الشخصية الجزائرية ايمانا منه أن "العمل أقوى حجة من القول". و أضاف الدكتور بوعزة أن الشيخ ابن باديس انطلق من فكرة أن الاستعمار الفرنسي "استهدف أثناء تواجده في الجزائر فكر و عقل الإنسان الذي أصبح يؤمن بالخرافات و الشعوذة الى أن صار البعض يسلمون بأن الاستعمار هو قضاء و قدر محتوم" و لذلك ركز في رسالته على نشر "الأمن النفسي" و "الأمن الخلقي" من خلال تشجيعه "لديناميكية الجماعة التي تجسدت في تأسيس جمعية العلماء المسلمين". و من ناحيته أكد الدكتورعبد العزيز العيادي من جامعة سطيف في محاضرة بعنوان "أبعاد التربية الوطنية في فكر ابن باديس" أن هذا العالم "انطبع بالقيم العليا للمواطنة و الوطنية و قام بغرسها في نفوس الشباب من خلال احياء روح الانتماء للاسلام و الوعي به و النهوض بالعربية و حمل النفوس على الاعتزاز بها". كما أولى الشيخ ابن باديس خلال مسيرته العلمية اهمية بالغة "للعناية بتاريخ الأمة و ربط الأجيال به و ترسيخ الوعي بالانتماء إليه" حسب الدكتور العيادي.