عاش ليلة أمس، سكان قرية ''لوطة ''في بلدية سوق الإثنين بولاية بجاية، لحظات رعب حقيقية إثر اجتياح مياه واديي ''تالة نتسيفت'' و''تبحرين'' لبيوتهم وممتلكاتهم، ملحقا بعض الخسائر على مستوى السكنات التي غمرتها مياه الفيضان الناجم عن تساقط كميات كبيرة من الأمطار المفاجئة. كما خلفت وراءها تراكم الأوحال والأتربة جرفها الفيضان تسربت إلى أحواش السكنات، إلى جانب إلحاق الضرر على مستوى شبكة الممرات الفرعية التي يستخدمها مواطنو القرية للتواصل بينهم.حيث أشار لنا مواطنو القرية التي حاصرها الفيضان وبقيت آثاره إلى غاية مساء اليوم الموالي، إلى إحصاء أكثر من 200 عائلة، غمرت المياه منازلها دفعت بها إلى الإستعانة بقدراتها ووسائلها البسيطة، من أجل إخراج المياه التي اقتحمت بيوتها فجأة، ومما زاد من تعقيد الوضعية انقطاع شبكة التيار الكهربائي عن المنطقة، مباشرة مع حدوث الفيضان الذي لم يتسبب لحسن الحظ في إلحاق أضرار بأرواح المواطنين،بفضل الهبة الواسعة للمواطنين الذين سارعوا إلى مساعدة العائلات الأكثر تضررا، إلى جانب فرقة للحماية المدنية التي تنقلت فور بلوغها حدوث الفيضان إلى المنطقة، لإجلاء عدد من العائلات والسيطرة على الوضع ميدانيا بفضل تعاون الجميع، ليتمكنوا من حصر الحادثة والتخفيف تدريجيا من معاناة السكان المتضررين، وقال شهود عيان من أبناء القرية إنهم عاشوا أسوء اللحظات في حياتهم بمشاهد مرعبة، كما أدلوا به ل''النهار'' التي تنقلت صبيحة اليوم الموالي لرصد الأوضاع ميدانيا، حيث اطلعنا على آثار هذا الفيضان الذي مرده سوء إنجاز مشروع تصريف مياه الواديين، اللذان يعرفان حركة نشطة عند تهاطل الأمطار، حيث أنه لم يأخذ بعين الإعتبار منسوب مياه الأودية، بينما مشروع التصريف لا يستجيب لذلك وهو ما كان سببا في حدوث الفيضان ملحقا كل ما ذكرناه آنفا. ولدى وقوفنا عند الأوضاع وجدنا المواطنين في درجة عالية من التوتر والغليان كون هذه الظاهرة تتجدد كل مرة، حيث قال لنا أحد المواطنين إنها للمرة العاشرة تعرف القرية هذا الفيضان بدون أن يتم تسوية المشكلة نهائيا، هذا ما أفضى إلى تصادم المواطنين مع جحيم حقيقي يعود كلما تهاطلت الأمطار . إلى ذلك طالب المواطنون من كل المسؤولين المحليين ووالي الولاية بالتدخل العاجل لاحتواء هذه المشكلة، وإيجاد حل سريع لمعضلة تصريف مياه الأودية التي تعلو القرية المتواجدة على بعد أقل من 2 كلم عن مقر بلدية سوق الإثنين. ''المير'' يرد المشكلة يتحملها مكتب البناء والتعمير حمّل رئيس بلدية سوق الإثنين ''ر.ع'' مسؤولية حدوث هذا الفيضان، مديرية البناء والتعمير لعدم التزامها بإجراء دراسة تقنية شاملة قبل إنجاز مشروع تصريف المياه في القرية، الذي يسمح لهم لمعرفة حجم المياه التي يحملها الوادي وبالتالي إنجاز المشروع في المستوى. وقال مسؤول البلدية إن مصالحه قامت بإرسال فرقة نظافة ومساعدة المتضررين من الفيضان، في انتظار إعادة دراسة المشكلة وتطويقها بشكل كامل لتفادي عودة ظاهرة الفيضان مستقبلا.