حاولت إسرائيل الأربعاء تهدئة الأجواء تفاديا لتصعيد في أعمال العنف مع لبنان غداة اخطر حادث حدودي بين البلدين منذ 2006، خلف أربعة قتلى. وعقب اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة حول الحادث، أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك الأربعاء عن الأمل في "ألا يحدث تصعيد وان يمر صيف هادىء وان تعود المياه الى مجاريها يجب التحرك حتى لا يتفاقم حادث محلي ويتحول الى أزمة حقيقية". وقتل ثلاثة لبنانيون جنديان وصحافي وضابط إسرائيلي الثلاثاء في اشتباكات عند الحدود بين لبنان وإسرائيل عندما حاول الجيش الاسرائيلي اقتلاع شجرة. وأكد مسؤولون عسكريون لبنانيون ان الشجرة كانت في الجانب اللبناني من الحدود وهو ما نفاه الإسرائيليون. وأكد متحدث باسم قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ان شجرة الخلاف كانت "على الجانب الاسرائيلي من الحدود". وقال المتحدث في بيان "تأكدت اليونيفيل من ان الأشجار التي قطعها الجيش الاسرائيلي تقع جنوب الخط الأزرق على الجانب الاسرائيلي". وأعرب الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مارك رغيف عن ارتياحه لتصريح اليونيفيل الذي قال انه "يدعم الموقف الاسرائيلي القائل بان جيشنا كان يقوم بأشغال روتينية جنوب الخط الأزرق في الأراضي الإسرائيلية". وأضاف ان "الجيش اللبناني لم يكن لديه بالتالي أي مبرر لإطلاق النار على جنودنا وهجماته غير مبررة إطلاقا". ورسمت قوات الأممالمتحدة الخط الأزرق بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في ماي 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال، وبات بمثابة حدود. ميدانيا، اقتلع جنود إسرائيليون صباح الأربعاء الشجرة بواسطة آلة رافعة وطرحوها على الجانب الاسرائيلي من الحدود على ما أفاد مراسل فرانس برس في لبنان. كما اقتلعوا أيضا شجرتين اخرتين. وأفادت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية قبل ذلك ان الجيش نشر صباح اليوم تعزيزات كبيرة في القطاع الحدودي مع لبنان. وأوضحت الإذاعة ان وحدات مجهزة بآليات مدرعة انتشرت قرب الموقع لحماية العسكريين والآليات التي ستستخدم لاقتلاع الشجرة. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان العملية قد تهدف الى وضع كاميرا على السياج الأمني لمراقبة الأراضي اللبنانية. وأكد باراك ان "حادث الثلاثاء لم يكن مخططا له من قيادة أركان الجيش اللبناني في بيروت ولا حزب الله" محذرا من ان إسرائيل سترد على "أي استفزاز". وأعرب أيهود باراك عن أسفه لان الولاياتالمتحدة وفرنسا "سلمتا لبنان أسلحة متطورة استخدمت خلال اشتباكات الثلاثاء وقد تسقط بين أيدي حزب الله". واندلع نزاع صيف 2006 اثر عملية نفذها حزب الله وخطف خلالها جنديين إسرائيليين عند الحدود بين البلدين واستمرت الحرب 34 يوما بين الدولة العبرية والحركة الشيعية ما أسفر عن سقوط 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 إسرائيلي معظمهم من العسكريين. وأعلن حزب الله مساء الثلاثاء انه قرر عدم التدخل في الاشتباكات عند الحدود لكنه حذر من انه لن يتردد في ذلك في حال حصول "اعتداء جديد" من إسرائيل. من جانبه حذر متحدث باسم الجيش اللبناني الأربعاء من ان لبنان سيرد على "أي تعد" إسرائيلي، وذلك بعيد إعلان إسرائيل نشر تعزيزات عسكرية عند الحدود. ودعت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول غربية الثلاثاء الطرفين الى ضبط النفس.