تواجد في الآونة الأخيرة الرجل القوي في الفاف محمد روراوة، في ورطة حقيقية بعد المستجدات الأخيرة التي حدثت داخل بيت الخضر، لا سيما فيما يخص مستقبل العارضة الفنية التي أضحت أحد انشغالاته عقب استقالة الناخب الوطني رابح سعدان، وهو ما جعله يدخل في صراع ضد الزمن لحل هذه المعضلة لا سيما وأن الوقت ليس في صالح المنتخب المقبل على رهانات وتحديات هامة في الفترة المقبلة. بالرغم من أن روراوة لمح في الآونة الأخيرة إلى استعانته بالخيار الأجنبي لتولي زمام العارضة الفنية للخضر، وكانت مساعي المسؤول الأول عن قصر دالي إبراهيم من المنتظر أن تصطدم بعدة عوائق من شأنها أن تحول دون التعاقد مع هذا الطاقم، إذ أن روراوة يدرك جيدا أن الإستنجاد بمدرب أجنبي سيجعله ينفق مبالغ مالية كثيرة، ويخصص ميزانية عالية نظير هذا المشروع لا سيما وأن الجميع يقر ببنود مرسوم الوزير السابق للشبيبة والرياضة يحيى ڤيدوم، الذي وضع مرسوما يقتضي بمنع التعاقد مع مدرب أجنبي أجره الشهري يتعدى 10 آلاف أورو، وهو ما يعني أن روراوة سيكون أمام ورطة حقيقة لحل هذه المعضلة، وقد راجت أخبار أمس عن تلقيه الضوء الأخضر للتعاقد مع مدرب أجنبي كبير ما يرجح التوصل إلى حل لمشكلة المرسوم. روراوة يخشى الكارثة في حال فشل صفقات الأجانب ورد فعل الشارع الجزائري بالتأكيد فإن مسعى روراوة في الإستعانة بمطلب الخيار الأجنبي قد يصطدم أيضا بمواجهته للجمهور الجزائري والشارع الرياضي الكروي، لأن روراوة يدرك جيدا أن فشله في التعامل مع هذه الصفقات من شأنه أن يعرضه لموجة كبيرة من الإنتقادات واستهجان كبير، لا سيما من جانب المتتبعين لشؤون محاربي الصحراء خصوصا وأن الأغلبية منها لم تهضم سياسة الفاف في هذا الجانب، طالما أن العديد من المدربين الذين أضحوا مرشحين لتولي سفينة الخضر لا يملكون أي رصيد كروي، والأكثر من ذلك فإن البعض منهم أضحوا متهمين في قضايا أخلاقية وجنائية، وهنا نبرز مثلا حالة التقني الفرنسي''كوربيس'' وهو ما ينبئ بمستقبل كارثي للتشكيلة الوطنية لو أقدمت الفاف على الإستعانة بهم في الفترة المقبلة، وهي بالتأكيد المعطيات التي ستجعل روراوة أمام خيار مراجعة حساباته وأوراقه ولتفادي حدوت الكارثة، لاسيما وأن هذا الظرف يتزامن مع تواصل واستمرار موجة غضب الأنصار بعد نتائج المنتخب فيما بعد مرحلة كأس العالم بجنوب إفريقيا. روراوة تأخر في قضية التعامل مع المدرب والوقت ليس في صالح المنتخب وأمام الظرف العصيب الذي يمر به المنتخب الوطني الجزائري بعد تماطل الفاف في إيجاد خليفة لسعدان في أقرب وقت، فإن الجميع اقتنع أخيرا بأن روراوة يكون قد تأخر كثيرا في التعامل مع قضية انتداب المدرب الجديد إلى التشكيلة، وهو ما جعله أمام ورطة في إيجاد بديل في الوقت الراهن، إذ أن روراوة كان يتعين عليه مثلا معرفة مستقبل المنتخب في حال حدوث أي طارى بخصوص العارضة الفنية، لأن مثلا لو استعان روراوة بمدرب قبل بداية التصفيات لما عاش المنتخب هذه الوضعية، لأن رحيل سعدان في هذا الوقت لم يكن في صالح التشكيلة المقبلة على رهانات هامة في الفترة المقبلة، وهو ما قد يكلف الفاف غاليا في سبيل ايجاد بديل للمدرب السابق وفي هذه الظروف الصعبة.