الأكيد أن مهازل الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في الموسم الإحترافي الجديد لن تتوقف عند حد انتقادات رؤساء بعض النوادي حول نظام المنافسة أو قضية رئيس فريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي، الذي دخل هو الآخر في صراع مع الرجل الأول في الفاف محمد روراوة في الآونة الأخيرة فحسب، بل أن كل البوادر مرشحة لأن يكون موسما احترافيا كارثيا في مختلف المقاييس طالما أن المشروع الذي تريد تجسيده الإتحادية في سبيل إنجاح أول بطولة احترافية في الجزائر يتنافى ماهو ملموس في الواقع. والأمر هنا ينطبق خصوصا على خرجة روراوة الأخيرة فيما يخص إقصاءه للعديد من المدربين والكفاءات المحلية في القيام بمهامهم على رأس العارضة الفنية لبعض النوادي التي تنشط في الدوري الإحترافي بحجة عدم حيازاتهم على إجازة في الدرجة الثالثة، وهو الذي حصل مع مدرب مولودية وهران شريف الوزاني على هامش مبارة ناديه السبت الفارط أمام اتحاد البليدة في الجولة الأولى من البطولة الإحترافية، أين منع من مباشرة مهامه في كرسي الإحتياط بالرغم من أنه يعدّ مدربا رئيسيا للحمراوة، ولن نكتفي بحالة النجم السابق للمنتخب الوطني الجزائري من دون أن نذكر أيضا قضية مدرب وداد تلمسان فؤاد بوعلي الذي وجد نفسه أيضا أمام هذا الهاجس وهو ما جعله لا يمكث كثيرا في مهمته في تدريب أبناء الزيانيين، لتدفع بذلك هذه الفئة » خلاطات « وخرجات الإتحادية التي كان يتوجب عليها أخذ احتياطاتها من هذا الجانب وهذا باعتماد هؤلاء ومدهم بالإجازات في الوقت المناسب من دون انتظار بداية هذا المشروع الإحترافي،لاسيما وأن هؤلاء المدربين قاموا بعمل كبير في فترة التحضيرات مع هذه النوادي وبناءً على هذه المعطيات فالأكيد أن الفاف بإقدامها على هذا الإجراء يؤكد جليا أن روراوة كان يسعى فقط إلى تلميع صورته في تجسيد مفهوم الإحتراف وتحقيق مصالحه الشخصية على حساب قيمة هذه الطاقات المحلية التي يكفيها أنها عملت العديد من النتائج الإيجابية، وأكدت على كفاءاتها في مستوى العمل الميداني على خلاف بعض المدربين الذين يملكون شهادات عليا لكن من دون أن يبرهنوا ويثبتوا أحقيتهم في الإشراف على تدريب هذه النوادي. بوعلي قاب قوسين من أن يكون مساعدا لسعدان.. ليجد نفسه غير مؤهل لتدريب الوداد الأكيد أن إجراءات الفاف بخصوص فرض الإجازات على المدربين لمباشرة مهامهم لا يعقل أن تمس أشخاصا كانوا في وقت قريب كانوا مرشحين لتولي منصب مساعد المدرب السابق رابح سعدان في كتيبة » الخضر «، وهنا نتكلم عن شخص مدرب وداد تلمسان فؤاد بوعلي الذي وجد نفسه غير مؤهل لتولي تدريب أبناء الزيانيين وهو ما يعكس القوانين الظرفية والإجراءات اللامسؤولة التي تتعامل بها هيئة روراوة التي لا تتوانى في كل مرة بخرجاتها التي تهدم مصلحة الكرة الجزائرية بدلا من ترقيتها وقيادتها نحو الأحسن. إقصاء المدربين المحليين رسالة واضحة إلى لجوء الفاف إلى الأجانب وإهدار الأموال وتساءل الكثيرون حول دوافع الفاف إلى اتخاذ هذا الإجراء في هذا الموسم الإحترافي الجديد، حيث أن الفاف كان يكفيها أن تبرمج تربصات كثيرة لتحسين مستوى مدربينا ومن ثم ترقيتهم إلى مدربين يملكون شهادات عليا بدلا من إقصائهم من تدريب بعض النوادي. هذه المعطيات تجرنا فقط إلى حقيقة واحدة هي أن باتخاذ روراوة لهذا الإجراء يعني أنه مازال يميل إلى الإستعانة بخدمات الأجانب، بالرغم من أن مشروع الإحتراف يسعى إلى إعطاء الفرصة للمدرب المحلي، لكن الواقع يثبت عكس ذلك طالما أن تلك المعطيات تؤدي ب » الفاف « إلى إقدامها على هذه السياسة فالأكيد أن عدة مدربين في الجزائر سوف يعيشون سيناريوهات صعبة للغاية في سبيل تكريس مكانتهم كمدربين للنوادي، لأن كل المؤشرات تؤول إلى أن هيئة روراوة تلمّح بقوة إلى استعانتها بالطاقة الأجنبية، لكي تبسط عملها في البطولة الجزائرية، ليدفع بذلك فئة بوعلي وشريف الوزاني ثمنها في آخر المطاف.