لم تكن عائلة العمراني تتوقع أن تكون ليلة عيد الفطر وآخر أيام شهر رمضان ، أحد الأيام المأساوية التي تسجل في ذاكرتها، ولم يكن أحد يتوقع أن يرحل ''قصي'' بهذه الطريقة البشعة، كما لم يكن أحد يتوقع أن يكون جاره سارق البسمة من كل عائلة وسكان بلدية الياشير وكذا ولاية برج بوعريريج. ''النهار'' ولمعرفة أكثر تفاصيل عن القضية التي لا تزال تصنع الحدث بولاية الياشير وتقديم التعازي إلى عائلة الضحية، اتصلت بوالد قصي ''أعمر العمراني'' الذي أكد لنا بأن ابنه كان يوم الاختفاء يرتدي قميصا أزرق وكذا تبانا أصفر، حيث طلب من والدته أن تلبسه نعاله من أجل الخروج للعب، أين اعتاد اللعب مع ابن أخ المشتبه فيه بقتله، لكن بعد تأخر الوقت يقول والده بنبرة حزينة ''سألت بعض الجيران الذين قالوا لي بأنهم رأوا ''قصي'' يركب مع المشتبه فيه على دراجته، مؤكدا بأنه لا توجد خلافات مع القاتل أو عائلته، لكنه كان يشك فيه وأخبر مصالح الشرطة بذلك. من جهة أخرى، أكدت والدة البراءة قصي ل''النهار'' والتي كانت برفقة جمع من النسوة داخل البيت وفي حالة نفسية متدهورة لفراق ابنها، أنه عند عودة أخ قصي الأكبر إلى المنزل سألته والدته عنه، فأكد لها بأنه لم يكن بصحبته وهنا خرجت الوالدة للبحث عن ابنها في كل مكان وعند الجيران، لكن لم يتم العثور عليه، حتى أنها قامت بالبحث عنه في منزل المشتبه فيه، لكن من دون جدوى، غير أن بعض الأطفال أخبروها بأنهم شاهدوه مع جاره الموقوف، فاتجهت إلى منزله وسألته عن مكان ''قصي''، لكنه أكد لها بأنه لم يره، وعادت مرة أخرى إليه لكنه أنكر ذلك مرة أخرى بل ساعدها في البحث عن ابنها. السكان يقطعون الطريق السيار والوطني رقم 05 للمطالبة بالبحث عنه وقد أدى اختفاء الطفل قصي عن الأنظار بسكان الياشير إلى القيام بقطع الطريق الوطني رقم5 وكذا الطريق السيار شرق -غرب بالحجارة والمتاريس وإحراق العجلات المطاطية لمطالبة الجهات المعنية ومنها الأمنية على وجه الخصوص بالبحث عن الطفل قصي، خاصة وأن فترة غيابه قد طالت ونفذ صبر العائلة، والتي كانت تأمل بأن يتم العثور عليه وإطلاق سراحه، مثلما حدث للطفل ''يوسف بوقرة'' البالغ9 سنوات، والذي تعرض هو الآخر إلى عملية اختطاف من قبل مجهولين لكن المختطفين أطلقوا سراحه بعد 24 ساعة، أمام محطة السكة الحديدية، وهذا بعد أن سألوه عن مدى ثراء والده، حيث قال وقتها الطفل يوسف بأنه شاهد في ذلك المنزل الذي كان محتجزا فيه قرابة 10 أطفال مما جعل الأمل يعود للوالد ولسكان الياشير، وهذا ما جعل السكان يضغطون على الجهات المعنية لتكثيف جهودها من أجل العثور على قصي، بالرغم من أنهم تجندوا وقاموا بعملية تمشيط لكل المناطق المحيطة بمنزله، وحتى هذا البئر -حسب والده- لكنه لم يتم العثور عليه إلى غاية إحساس عمه بضرورة البحث في البئر، ليتم العثور عليه جثة هامدة. هكذا عثر على الطفل قصي ميتا داخل بئر على بعد 400 متر من مسكنه قصة العثور على الطفل البراءة قصي، والتي خلفت حالة من الأسى والحزن، إذ كانت بدايتها بإحساس -حسب والد الضحية- عم قصي وأخاه بوجوده وضرورة البحث عنه مرة أخرى في البئر، مما جلعهم يعيدون الكرة، خاصة وأنه كان محل بحث سابقا لكن لم يتم العثور عليه، ليتم اكتشاف جثة الضحية تطفو فوق الماء، وهنا تم إخبار الجهات المختصة لتصل إلى المنطقة، خاصة مصالح الأمن والشرطة العلمية والدرك الوطني الذين حضروا إلى موقع الحادثة للتحقيق في الجريمة، حيث يتواجد البئر بأحد المزارع ببلدية الياشير والذي يصل عمقه إلى أكثر من 10 أمتار، ومحاط بسور يصل ارتفاعه أكثر من متر، مغلق بباب من خشب ومغطى بصفائح من حديد. مما يجعل فرضية دخوله وغرق قصي مستبعدة، إن لم نقل مستحيلة، حيث تم نقل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث من قبل مصالح الحماية المدنية، ومن ثم تحويله بعد تسخيرة من وكيل الجمهورية إلى الطبيب الشرعي بولاية سطيف من أجل تشريح جثته، حيث لم تتسرب إلينا أي معلومات في هذا الجانب. مصالح الأمن توقف المشتبه فيه الذي اعترف بقتل ''قصي'' انتقاما من عائلته مصالح الأمن من جهتها، قامت في إطار بحثها وتحرياتها بتوقيف المشتبه فيه بقتل الطفل قصي ويتعلق الأمر بالقاصر المسمى ''ب. ن'' البالغ من العمر 16 سنة، والذي اعترف حسب بيان من المصالح المعنية والذي تلقت ''النهار'' نسخة منه، بالجرم المنسوب إليه، حيث أكد أنه استدرج الضحية إلى مكان الجريمة، وقام بدفعه داخل البئر، وهذا حسب ذات المصدر انتقاما من عائلة الضحية، حيث تم تقديمه أمام الجهات القضائية المختصة بمحكمة المنصورة، ليقرر في هذا الصدد قاضي التحقيق لدى محكمة المنصورة بإيداعه الحبس المؤقت، في انتظار محاكمته بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.