سيدتي نور، لأني أثق في آرائك ونصائحك ومساعيك، لم أتردد في الكلام معك وذلك للمرة الثانية، راجية من المولى جل وعلا أن تكون هذه المبادرة خطوة ثابتة تعتقني من دائرة اليأس والمعاناة، وتدخلني دنيا الإستقرار والفرحة والسعادة. أنا امرأة في ال36 من عمري، ماكثة في البيت، مقبولة الشكل، منذ صغري وأنا أعيش على حلم واحد، وهو النجاح في دراستي والخروج من بلدتي التي لم أستطع التأقلم مع أناسها الذين يعيشون للأمور التافهة، فلا هم لهم في هذه الحياة سوى تتبع أخبار الناس والكلام عليهم والسخرية منهم، لذا فأنا أتشوق للإبتعاد عنهم والعيش بعيدا عن شرورهم. لقد أمضيت سنوات طويلة أحيا على أمل أن أرتبط برجل متميز يخرجني من هذه البقعة الفاسدة، ولكن للأسف الشديد لا أحد طرق بابي، لذا قررت مراسلتك عساك تجدين لي رجلا يخاف الله ويلتزم بتعاليم دينه، ينقذني من بؤرة الظلام التي أعيش فيها. فأنا امرأة متدنية ومتخلقة وجذابة، لا يهمني شيء في هذه الدنيا سوى العيش في ظل الإستقرار والآمان، في جو نظيف مع رجل صالح. لا تتخلي عني، فأنا في أمسّ الحاجة إلى وقفتك معي. مريم/ البويرة الرد: يجب أن تعلمي بأن الصبر على الأذى هو محطة قاعدية لتنمية الإيمان وتعميقه، وإعطائه نفسا جديدا لاكتساب طاقة متجددة، تسمح لك بممارسة الحياة بنفس راضية، مقبلة على العمل والإجتهاد لتغيير الواقع إلى الأحسن. فهذه هي رسالة المؤمن الحقيقي ولك أن تأخذي العبرة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. عزيزتي، إن المؤمن الحق لا يعرف للإستسلام طريقا ولا لليأس سبيلا ولا للهروب ملاذا، بل بالعكس فهو على الدوام يسعى سعيا جادا للتأقلم مع واقعه مهما كان صعبا ويبذل مجهودا لتغييره لواقع رباني ونوراني، هكذا أريدك أن تكوني إنسانة فعالة في المجتمع الذي تعيشين فيه، لا إنسانة سلبية، لا همّ لها في هذه الدنيا سوى التفكير في الهروب من وضع مفروض عليها. عزيزتي، لا تعطلي ملكاتك وإمكاناتك وحياتك في انتظار أمر مجهول هو في حكم الله، كوني إنسانة ذكية ومرنة، وحاولي أن تتأقلمي مع واقعك مهما كان قاسيا حتى يفتح الله عليك، ويرزقك بالرجل الذي تحلمين به، لذلك وطّدي علاقتك بالله، فإن في هذه الخطوة علاج للكثير من المشاكل التي تعانين منها، وأنا من جهتي سأبذل قُصارى جهدي لتحقيق أمنيتك والله معك. ردت نور