إثر حملة التشويش التي استهدفتها على القمر الصناعي ''نايل سات'' ''القذافي'' يحرم الجزائريين من متابعة باقة ''ام.بي.سي'' تعرض البث الفضائي لمجموعة القنوات المنتمية لباقة ''آم.بي.سي'' وقناة ''العربية'' ليلة أول أمس، لحملة تشويش متعمدة ومنظمة على القمر الصناعي ''نايل سات'' مصدرها جهات مجهولة، مما تسبب في انقطاعات متكررة ومتصلة في البث وصلت إلى حد غياب الصورة والصوت في معظم قنوات المجموعة، في حين تتجه الشبهات إلى العقيد معمر القذافي الذي يشتبه وقوفه وراء هذه الحملة لتغطية الجرائم المرتكبة في حق الشعب الليبي. واعتبرت قناة ''العربية'' في بيان لها أن حملة التشويش والإنقطاعات المنظمة هذه بمثابة هجوم لا يستهدف بث قنواتها فحسب، بل يستهدف كذلك جمهور الملايين من مشاهديها في كل مكان، كما اتهمت الجهات التي تقوم بمهاجمة بثها بالسعي إلى الحيلولة دون تمكن المشاهدين من متابعة أخبار القناة المتواصلة وأخبارها العاجلة وبرامجها وتغطيتها المباشرة للأحداث الساخنة التي تجري في عدة مناطق وبلدان في الوطن العربي، ولاسيّما بعد آخرها التي حصلت في تونس ومصر وليبيا، في حين لا يستبعد تقنيون في مجال الهوائيات المقعرة ممن اتصلت بهم ''النهار''، وقوف الزعيم الليبي معمر القذافي وراء هذه الحملة سعيا منه إلى إخفاء حقيقة ما يحدث في الأراضي الليبية والتستر على الجرائم المرتكبة لقمع المعارضة، خاصة أن التشويش على بث القناة اشتد ليلة أمس أثناء ذروة مشاهدة ''العربية''، التي تزامنت في حدود الثامنة ليلا، كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم التشويش على باقة من الباقات الإخبارية، حيث سبق أن تعرضت قناة ''الجزيرة؛ هي الأخرى نهاية الشهر المنصرم إلى التشويش، قبل أن تكتشف القناة اعتمادا على دراسات دقيقة قامت بها شركات متخصصة، أن التشويش مصدره جنوب العاصمة الليبية طرابلس وتحديدا من مبنى إداري فني تابع لجهاز مخابرات يرأسه ضابط برتبة عميد. وفي انتظار عودة البث الفضائي للقنوات المنتمية لمجموعة ''ام.بي.سي''، على القمر ''نايل سات'' عبر تردداتها السابقة، وفرت المجموعة لمشاهديها في كل مكان مجموعة من الترددات البديلة والمؤقتة على نفس القمر تتمثل في التردد 12437 أفقي بتدفق نموذجي 27500، إضافة إلى تلك المتوفرة على ''عربسات'' كي تضمن استمرار وصول الصورة والصوت إلى الملايين من مشاهديها. وفي الجزائر تسبب انقطاع بث قنوات ''آم.بي.سي'' في انتشار حالة من القلق والتوتر في نفوس الكثير من المواطنين الذين اعتبروا الأمر في بادئ الأمر مجرد خلل تقني أصاب هوائياتهم المقعرة أو أجهزة استقبالهم، خاصة أن انطلاق التشويش تزامن مع موعد بث برامجهم المفضلة. وحسبما رصدته ''النهار'' من حالات في هذا الصدد، فقد اضطرت الآنسة ''ب. د'' بعد ساعات طويلة من التوسل، إلى تقديم مبلغ مالي قدره 200 دج لشقيقها مقابل التطوع لإصلاح العطب حتى يتسنى لها مشاهدة المسلسل الدرامي ''العشق الممنوع''، بينما أمضى ''س. ف'' ما يزيد عن ساعة من الزمن في محاولة معرفة سبب عدم التقاطه لبث ملخصات التغطيات الإخبارية لقناة العربية قبل أن ينتهي الأمر بتحطيمه لجهاز الاستقبال، ظنا منه أن المشكل يكمن في هذا الأخير الذي لم يعد يستقبل الترددات الفضائية، أما بالنسبة ل''م. ب'' الذي تعود على متابعة سلسة ترفيهية على ''شوم ذو الشيب'' على ''الام بي سي 3'' فقد تفاجأ بتعذر مشاهدة برامجه المفضلة بعد محاولات يائسة، قبل أن يقرر اللجوء إلى تغيير القناة والتوجه إلى القنوات الرياضية، وفي ذات الإطار استغرب ''ز. ا'' من انقطاع بث قناة ''العربية'' رغم أنها لا تتأثر في الغالب بالاضطرابات التي تصيب باقي الباقات، ليقوم بعدها بتجريب ''الجزيرة'' غير أن هذه الأخيرة لا تزال تتعرض بدورها إلى التشويش، لينتهي به الأمر في آخر المطاف إلى مشاهدة القناة الفرنسية ''فرانس 24'' .