السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا والد فتاة تجاوز عمرها 16سنة، تريد حرية أكبر من عمرها، تقول إنّنا منغلقون بالمقارنة مع عائلات زميلاتها، فهن يخرجن بكل حرية وهي لا، لذلك فإنّها تغتنم الفرصة عندما نسمح لها بالخروج، ولا ترجع إلى المنزل لتقضي ليلتها عند إحدى صديقتها، فنضطر للبحث عنها. لقد أقامت بهذا التصرف عدة مرات، فهل هي المراهقة سيدتي نور أم مشكلة نفسية أم ماذا؟ أتعبتني تصرفات ابنتي، علما أنّنا عائلة كل أفرادها على قدر من الأخلاق والتدين، فماذا أفعل لكي أتمكن من إرجاع الأمور إلى نصابها؟ إبراهيم/ تيارت الرد: سيدي؛ ابنتك في سن المراهقة، كما قد يكون لديها مشكلة نفسية أو مشكلة أسرية تستدعي تفضيلها البقاء خارج البيت عن لزومه، وهذا موضوع بحاجة إلى توضيح منك، وخاصة أنك لم تذكر المدينة التي تقيم بها إن كانت من كبريات المدن، وماذا تقصد ابنتك بهذه الحرية التي تريدها، فأين الخطأ هل في البيت أم في الفتاة نفسها؟ ما يمكن استنتاجه ببساطة أنّ هناك تباعدا كبيرا بينكم وبينها، وإذا كانت سن المراهقة هي سن البحث عن الذات، لكن هذا ليس مبررا للتمرد على رغبات الأهل بالشكل الذي تفعله ابنتك، فهل حاولتم التفاهم معها بالحوار الهادئ والجدال الحكيم في أمور حياتها، لمعرفة سبب خروجها من البيت؟ ما هو الجو السائد في المنزل؟ هل هو الالتزام المعتدل والتفاهم والحوار، أم أنّ كل واحد في البيت يغني على ليلاه؟ هل عاشت ابنتك معكم طول الوقت، أم أنّها تعرضت لتأثير أشخاص آخرين عندما كانت طفلة بحيث لم تعودوا قادرين على ضبطها، ولم تعد تصغي لكم. إذا أردت أن أفيدك أكثر فأرجو أن توضح لي كل هذه الأمور، إضافة إلى طبيعة علاقتها بكما وبالأخص والدتها وعن مدى قربها منها، فلا يخفى عليك أنّها في هذه الفترة بحاجة إلى صديقة تفهمها وتصغي إلى مشاكلها، وتوضح لها الكثير ممّا خفي عنها، فهل تقوم والدتها بهذا الدور، أم أن الفتاة في واد وأنتم في واد آخر؟ ما أنصحك به سيدي؛ هو ما أنصح به نفسي وكل أم وأب أن نكون أصدقاء لأولادنا، وبذلك نستطيع أن نقرب الالتزام إلى قلوبهم، بحيث يقتنعون به وبضرورته في حياتهم، وبهذا تقوى مناعتهم فلا يقعون فريسة سهلة في أيدي دعاة التحرر، وإذا لم نكن أصدقاء لهم فلن يقبلوا منّا أي شيء عن الأخلاق أو غيرها، وعندها لن يكون من الإنصاف إلقاء اللوم عليهم فقط، بل نحن الملومون بالدرجة الأولى. وفقك الله سيدي لتربية ابنتك التربية الصالحة. ردت نور