اقترب شهر رمضان من نهايته وها نحن نمضي قدما وبخطوات سريعة في أيامه الأخيرة، غير أن رمضان هذه السنة والذي تزامن مع شهر أوت أحر شهور السنة، عرف تغييرا بالنسبة إلى المجرمين من لصوص، تجار المخدرات وإرهابيين فقد استبدلوا ساعات نشاطهم من السهرة ومواعيد السحور إلى وقت الفطور، وهو وقت الذروة للمجرمين، أين تزامنت فيه معظم العمليات الإجرامية مع آذان المغرب. ''النهار'' رصدت لكم العديد من القضايا والحوادث التي اختير لها نفس الموعد وارتأت نقلها لكم. انتحاريان يفجران نفسيهما أمام أكاديمية تخرج ضباط الجيش شهدت ليلة السابع والعشرين من رمضان في حدود 19 و40 دقيقة تزامنا مع توقيت الإفطار، تفجير انتحاريين نفسيهما مستهدفين ناد خاص بالضباط في الأكاديمية العسكرية بشرشال، وكانت العملية الإرهابية قد تمت على مرحلتين حيث دخل الإنتحاري الأول مع إذان المغرب راجلا إلى نادي الضباط ليفجر الحزام الناسف الذي كان يلبسه، ليسمع مباشرة بعدها دوي انفجار ثان قوي جدا هز المدينة الصغيرة الهادئة والذي كان منفذه على متن دراجة نارية مفخخة هذه المرة، وباقترابه من المطعم فجر الشحنة الناسفة التي كان يحملها، لتبلغ حصيلة العملية 16 شهيدا عسكريا ومدنيين اثنين ووصل عدد الجرحى الى 35 جريحا. ''ناس تفطر وناس تسرق'' جرائم سرقة بالجملة وقت الأذان عرفت معظم أحياء العاصمة على مدار الشهر الفضيل وفي نفس التوقيت يوميا ''أذان المغرب''، ارتفاعا غير مسبوق في جرائم السرقة، حيث أصبحت معظم عصابات الأيدي الخفيفة تنتهز وقت أذان المغرب لتنفيذ مخططاتها، فقد وقع ''ق. أ'' رجل في الأربعينيات من العمر، ضحية سرقة هاتف نقال ''سامسونغ دي 500''. فبتاريخ 10 أوت المنقضي على الساعة السابعة مساء أي حوالي ساعة فقط قبل أذان المغرب، أثناء سيره في شوارع القبة بالعاصمة. ليقيد عقبها مباشرة شكوى لدى مركز الأمن، حيث صرح بأن الجاني كان يرتدي بذلة رياضية حمراء خطف هاتفه، ثم أخرج له السكين وهدده ليركب بسرعة سيارة ''فولسفاغن'' كانت بانتظاره ويفر. وبعد الحادثة بساعات أي في حدود العاشرة ليلا، تمكنت مصالح الأمن من توقيف المشتبه فيهما في حاجز أمني، وهما على التوالي ''ا. م'' 27 سنة بائع بسوق باش جراح وابن حيه ''ب. خ'' 30 سنة. وكان المتهم قد صرح بأنه يوم الحادثة كان في منزل صديقه ''ج. ع'' ببوبصيلة لتناول وجبة الإفطار، ليقرر بعدها تمضية السهرة في مقهى بالقبة فطلب من المتهم ''ب. خ'' أن يوصله وصديقه المدعو ''الفأر''، لكن مصالح الأمن ألقت القبض عليهم. كما راحت ''ب. ز'' فتاة قاصر لم تبلغ بعد السن القانونية ضحية سرقة هاتف نقال، ففي منتصف الشهر الجاري في حدود الساعة السادسة، كانت الضحية تسير مع جدتها على مستوى حي لابروفال، وكان هناك شجار ومن بين المتخاصمين المتهمان ''ش. أ'' 20 سنة وصديقه ''ع. ي''،اللذان استغلا حالة الفوضى ليشهرالمتهم الثاني في وجهها سلاحا أبيض ويجبرها على منحه هاتفها النقال تحت طائلة التهديد، فسلمته طلبه وهي ترتعش خوفا ليركض بسرعة محاولا الفرار، عندها بدأت الضحية بالصراخ على حد قولها فتوقفت سيارة بيضاء، كان على متنها شباب تدخلوا لإيقاف المتهم فأصابوه بالسلاح الأبيض، مضيفة أن ''ع. ي'' هو من سرقها وتتذكره جيدا، لكن هذا الأخير أصر على أن الضحية هي من اعتدت عليه بالسكين بمعية الشباب الذين كانوا على متن السيارة البيضاء. وهي عينة بسيطة فقد عالجت محاكم الجنح عدة قضايا عن مداهمات لشقق سكنية وفيلات في وقت الفطور، وذلك بعد أن يتأكد اللصوص وهم في غالب الأمر من أبناء الحي وجيران الضحية، من خروج هذا الأخير من المنزل وتوجهه إلى أقاربه لتناول الإفطار، مما يمنحهم متسعا من الوقت لسرقة الشقة وإخفاء الأغراض قبل عودة صوحبها مع موعد السحور. عصابات تهاجم الحافلات بالسيوف والخناجر في لاڤلاسيير عرفت ظاهرة الإعتداء على المواطنين في محطات الحافلات تفاقما في رمضان الجاري، حيث سجلت مختلف المراكز الأمنية حوادث سرقة بالجملة واعتداءات بالأسلحة البيضاء ساعات قليلة قبل أذان المغرب. فقد قام شابان في العشرينيات من العمر ينحدران من باش جراح، باقتحام حافلة ركاب أثناء وقوفها في محطة لاڤلاسيير ساعة فقط قبل أذان المغرب، أين صعد المتهم الأول من الباب الأمامي وشريكه من الخلفي وبيدهما سكاكين من نوع ''بوشية''، وراحا يهددان الركاب بالقتل إذا ما لم يستجيبوا لهم ويسلموهم ممتلكاتهم. وخوفا من المتهمين وتحت تأثير التهديد أذعن 5 لهم وأعطوهم هواتفهم النقالة وأموالهم، ليركض عقبها المتهمان بين الأحياء القصديرية الموجودة في لاڤلاسيير وواصلا الهرب باتجاه غابة واد أوشايح، غير أن عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لحسين داي الذين كانوا بالزي المدني طاردوهما، وتمكنوا من إلقاء القبض عليهما، كما استرجعوا المسروقات التي كانت بحوزتهما، بالإضافة إلى الأسلحة البيضاء التي استخدماها في تنفيذ جريمتهما. أذان المغرب شفرة تواصل بين مروجي ومدمني المخدرات واصل تجار المخدرات ومدمنوها نشاطاتهم المشبوهة المتمثلة في بيع وشراء مختلف أنواع السموم خلال أيام الشهر الفضيل، فقط غيروا من مواعيد البيع ليصبح آذان المغرب شفرة للتواصل فيما بينهم، حيث يقترب المدمنون من مساكن ومحطات الحافلات للتزود بكميات كبيرة ليفطروا عليها، وهو ماتفطنت له مصالح الأمن منذ البداية فضاعفت من جهودها ساعة أذان المغرب، لتلقي القبض على يقيم شيخ في الستينيات من العمر يقيم في القبة، متقاعد من السوناطراك وصاحب مستثمرة فلاحية ببابا علي، يروج المخدرات أثناء موعد الإفطار أمام مسكنه العائلي، وخلال عملية التفتيش عثر على 1 غرام في ثيابه، ليحجز حوالي 50 غرام في مسكنه. كما وضعت مصالحها حدا لشاب في الثلاثينيات من العمر يروج الأقراص المهلوسة سيبيتاكس في حسين داي، توقيف المتهم كان بناء على إخبارية وردت لمصالحها حول ترويج المتهم للمهلوسات، وعلى ضوء هذه المعلومات باشرت تحرياتها، حيث تمكنت من توقيفه الأسبوع المنصرم. وأثناء تفتيش مسكنه لم يجدوا شيئا فيه، ليتم العثور على 66 قرصا مهلوسا من نوع سيبيتاكس في حفرة داخل حديقة منزله ويوقف بعدها. وضبطت مصالح الأمن خلال الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل، معوق يبلغ من العمر 27سنة استغل وقت إذان المغرب دوما ليبيع المخدرات لزبائنه قبالة محطة الحافلات بحي بروسات، حيث كانت المحطة خالية من المواطنين والسائقين باستثناء المتهم الذي كان ينتظر زبونه إلى أن باغته رجال الأمن وألقوا القبض عليه، وأثناء تفتيشه تم العثور على أكثر من 50 غرام من المخدرات.