توشك الأوضاع على الانفجار ببلدية المرسى الكبير الواقعة على بعد 8 كلم عن ولاية وهران نتيجة الأوضاع الكارثية التي تتخبط فيها فئة الشباب التي تمثل نسبة 80 بالمائة من العدد الإجمالي لسكان البلدية التي تفتقر لآليات التسيير الفعالة التي من شأنها فك الحصار على السكان الذين يتكبدون يوميا مختلف أنواع المعاناة، الأمر الذي عجل بظهور شبه قطيعة بين ممثلي المجتمع المدني من جمعيات ولجان أحياء وبين تشكيلة المجلس البلدي. هذا وهدد شباب المرسى الكبير بالخروج إلى الشارع واللجوء إلى الاعتصام كآخر خيار مما يترجم حجم المعاناة خصوصا وأن آمال هؤلاء كانت معلقة على المجلس البلدي المنتخب الذي تم تنصيبه منذ 6 أشهر، معتبرين أن الأوضاع المعاشة جاءت نتيجة لمخلفات الحسابات السياسية الضيقة الناتجة عن الصراعات الداخلية بين مختلف التشكيلات الحزبية الفائزة بالمحليات المنصرمة، إضافة إلى انقطاع قنوات التواصل بين المواطنين والمسؤول الأول عن البلدية والمواطنين بصفة عامة الذي يخصص حسبهم ساعتين فقط أسبوعيا للاستماع لانشغالاتهم، فضلا عن تملصه من المسؤوليات المنوطة به، إذ وحسب ما صرحت به مصادر مسؤولة من بلدية المرسى الكبير، فإن الجبهة الاجتماعية على فوهة بركان بفعل التزام المير بمبدأ الحيادية في اتخاذ القرارات ويتقاطع موقف هؤلاء مع موقف آخر يعرف رواجا حادا بين مواطني البلدية مفاده الاستنكار المقيت لسلوكيات المير الموصوفة بغير المسؤولة من محاباة عشائرية وولاءات شخصية تطبعها المصالح الممنوحة حسب ذات المصادر لأولئك الذين قاموا بتدعيم التشكيلة الحزبية الفائزة بالأغلبية خلال الحملة الانتخابية الفارطة والتي ينتمي إليها رئيس البلدية، فضلا عن تقربه من بعض التكتلات السابحة في فضائه على حساب "الغلابي" من المواطنين العاديين. كل هذه المعطيات القائمة انعكست سلبا على واقع برامج التنمية المحلية التي أضحت مسقطة نهائيا من حسابات منتخبي البلدية. وقامت مجموعة من شباب المرسى الكبير نهار أمس بتوجيه إرسالية إلى رئيس البلدية موقعة باسم 100 شاب تحصلت النهار على نسخة منها أغلبهم من شريحة "الحراقة"، طالبوا من خلالها توضيح معالم التشغيل وبرامج التوظيف المعتمدة لإنقاذ الشباب البطال خصوصا وأن ذات المنطقة تتوفر إقليميا على مصنعي آجر وورشة لصيانة وتصليح السفن تابعة لمصالح البلدية. الأكيد أن السلطات الأمنية لولاية وهران على علم بإمكانية انفجار الوضع في الأيام المقبلة وقيام ثورة شعبية على غرار ما حدث بمختلف مناطق الوطن في الآونة الأخيرة، بحيث كادت الأمور خلال الأسبوعين الفارطين أن تأخذ مجرى آخر بالمرسى الكبير على إثر تجمهر عشرات الشباب الذين تبعثروا عبر أحياء البلدية مما يعني أن الضغط الممارس من طرف السلطات المحلية قد ينتهي بما لا تحمد عقباه.