قدم «بومدين بوزيد» الكاتب والصحفي مؤلفه الجديد «الحركات الإسلامية... من الفهم المغلق إلى الأفق الجديد»، والصادر عن دار قرطبة للنشر والتوزيع. وقال بوزيد لدى نزوله ضيفا على المقهى الأدبي التابع للنقابة الوطنية للناشرين واتحاد الكتّاب، مساء أول أمس الاثنين، أنه عمد إلى إعادة نشر بعض الدراسات والمقالات التي كتبها قبلا عن الحركات الإسلامية نتيجة انخراطه في حمى الصراع السياسي والثقافي مرحلة التسعينات، حيث وجد أنه يبتعد عن الموضوعية آنذاك في بعض الأحكام، ما جعله يؤمن بمبدأ أنه :»كلما تقدمنا في النقد المعرفي لأسس العقيدة والايدولوجيا للخطابات السياسية والدينية استطعنا الانتباه لحالات الغلق» التي تحدث عنها في كتابه الجديد. وأشار صاحب «الحركات الإسلامية.. من الفهم المغلق إلى أفق التجديد»، إلى أن معظم ما كتب قبلا حول موضوع مؤلفه، شهد طغيان جانبين، الأول تحريري إعلامي مباشر، يحمل معلومات إخبارية، تعتمد على السرد، مماثلة لما أصدره الصحفي احميدة عياشي، والثاني إيديولوجي، كتبت فيه فئتان، من داخل الحركة ويتبين ارتباطها بها بين السطور، ومن خارجها كاليساريين الذين يأتي موقفهم ملتبسا بالإيديولوجيات السياسية، ملفتا إلى وجوب التحرر من صفتي الإيديولوجية والإعلامية. واستعرض بوزيد، - الذي شارك في «موسوعة الحركات الإسلامية» التي ستصدر قريبا في أربع مجلدات، كتب ما يتعلق بالجانب الجزائري فيها - خلال كتابه الجديد، خطاب الحركة الإسلامية من حيث الأفكار وبعض الجوانب التاريخية لها، ليجد أن البنيات المستحكمة في مركز خطاب التيار أربعة عناصر أولها التماثل على مستوى التفكير واللباس..، ما يكبل التفكير والتحليل وتجعل من متبنيها وكأنه يعيد الزمن من جديد، وثانيها الجهاد، كفكرة موجودة حتى في الوقت الذي لا يؤمن بها المتبنين للحركة، وثالثها تقسيم العالم على أساس الكافر والمؤمن، أخذ طابعا آخر بعدها، وآخرها اليوتوبيا والمهدوية بتأسيس عالم إسلامي. وذكر المتحدث أن ما طرح داخل بعض الحركات الإسلامية، ظهور تيار جديد خرج من الإسلاميّ إلى نوع خاص آخر على شاكلة النموذج الأردوغاني محاولين إعادة صياغة مفهومه للتحرر من التماثلية وسلطة النص الديني القديم. وقال أن طبيعة التدين للفرد الجزائري مجهولة ما يجعلنا نغوص في تفاصيلها بالدراسة لتجليتها وإزاحة الغبار عنها أكثر، إلى جانب المؤسسات الإسلامية الواقعة معرفتنا بها تحت نير الإعلام أو العاطفة، حيث نجد أن معرفة النخب ورأيها مشكل في الغالب إعلاميا وإلكترونيا لا دينيا، مشيرا إلى أن الشقاق الإسلامي الجزائري اليوم يعود غلى الحركات الإسلامية التي تعمل على اللاستقرار في المجتمع.