عرفت تجارة المكيفات والمراوح الكهربائية انتعاشا كبيرا في الأسواق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بقدوم فصل الصيف، وهذا ما دفع ببعض الباعة إلى استغلال الظرف من أجل زيادة الأرباح عن طريق رفع أسعار تلك الأجهزة التي تبقى غائبة عن بيوت العائلات المحدودة الدخل. استغل بعض التجار حاجة الناس لأجهزة التكييف الهوائي فقاموا برفع الأسعار غير واضعين بعين الإعتبار القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود ليبقى همهم الوحيد هو تحقيق الكسب السريع، وخلال جولة قادتنا إلى بعض محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية لاحظنا ازدحام بأحد المحلات الخاصة ببيع أجهزة المكيفات الهوائية، كما لفت انتباهنا أن أغلب هؤلاء الزبائن يتراجعون عن شرائها بمجرد سماع أسعارها الملتهبة، هذا ما جعلنا نقترب من البائع لمعرفة أسعارها، وحسب قوله فإن سعر المكيف الأصلي يصل إلى 60000 ديناركونه ذو نوعية جيدة في الوقت الذي كان لا يتجاوز 50000 دينار قبل هذا الوقت، بينما أسعار المكيفات الصينية فقد وصلت إلى 30000 دينار، وحسب البائع المتحدث فإن أغلب زبائنه هم من الطبقات الميسورة الحال كونهم قادرين على شراء تلك المكيفات حتى وإن كانت أسعارها مرتفعة، أما بعض الزبائن ذوي الدخل المحدود فهم يتراجعون عن شرائها بمجرد سماع أسعارها المرتفعة. انتقلنا إلى محل آخر وقررنا التحدث إلى البائع لنعرف أسباب ارتفاع تلك الأسعار، والتي وجدها بعض الزبائن مبالغ فيها ما جعلهم يستغنون عن شرائها، بالرغم من أنها السبيل الوحيد الذي يعينهم على احتمال ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما أكده لنا البائع الذي كان يحاول تبرير ارتفاع الأسعار بكون أغلب تجار الجملة يضطرون لدفع الضريبة الجمركية مقابل خروج تلك المكيفات من الموانئ، إضافة إلى مصاريف النقل وهذا ما دفعهم لرفع الأسعار، وهو ما أدى بتجار التجزئة إلى رفع الأسعار أيضا. وقد اختلفت أراء أغلب الزبائن ممن تحدثنا إليهم حول المسألة ذاتها فقد أجمع معظمهم أن التجار يتعمدون رفع أسعار تلك الأجهزة بمجرد قدوم فصل الصيف مستغلين حاجتهم الناس الماسة لها، ما جعل المروحة الكهربائية البديل الوحيد وإن لم يكن بنفس الفعالية، ومن بين من تحدثنا إليه كمال الذي أكد لنا أنه غير قادر حتى على شراء مروحة كهربائية تلطف الجو الحار عليه، بعد أن عرفت هي الأخرى ارتفاعا مبالغا فيه لدى معظم المحلات فقد تجاوز سعرها 5000 دينار. عائلات أخرى لم تجد أي بديل سوى البحث عن مراوح كهربائية حتى وإن كانت مستعملة لتلطف لها الجو الحار المهم أن أسعارها منخفضة، هذا ما لاحظناه ببعض المحلات الخاصة ببيع الأجهزة المستعملة والتي عرفت إقبالا كبيرا من ذوي الدخل المحدود الذين لاذوا هربا من الأسعار المرتفعة للمحلات التجارية الأخرى، ليجدوا ضالتهم بتلك الأسواق التي أصبحت المقصد الوحيد لهم لشراء مختلف الأجهزة الكهرومنزلية، هذا ما أكده معظم الزبائن الذين وجدناهم بسوق رويسو يبحثون عن مراوح كهربائية مستعملة ذات نوعية جيدة وبأسعار منخفضة في نفس الوقت، وقد أكد لنا عمار وهو أحد زبائن هذا السوق كونه من الموظفين البسطاء والذي يتقاضى راتبا لا يمكّنه من التوفير حتى لشراء مروحة كهربائية جديدة، وقد أراد إدخال الفرحة إلى منزله خاصة أن أطفاله أصبحوا لا يتحملون حرارة الصيف الشديدة داخل البيت القصديري. وبالرغم من سوء الحالة المادية لبعض الأشخاص إلا أنهم يضطرون إلى اللجوء لمحلات البيع بالتقسيط إرضاء لرغبات أسرهم مع أن البعض من أصحاب تلك المحلات يستغلون حاجة زبائنهم للمكيفات ليرفعوا من أسعارها التي تفوق سعرها الحقيقي في أغلب الأحيان، وهذا ما أكدته لنا سميرة التي اضطرت إلى شراء المكيف من أحد محلات التقسيط رغم علمها أن ذلك سيكلفها مبلغا يفوق سعره الحقيقي، إلا أن دفع قسط بسيط كل شهر من راتبها أفضل على حد تعبيرها من شراء ذلك الجهاز بمبلغ كبير والدفع الفوري له. شاب آخر وجدناه بأحد محلات التقسيط يشتري جهاز تكييف فقررنا التحدث إليه، وقد أخبرنا أنه من ذوي الدخل المحدود لكنه اضطر لشراء هذا الجهاز رغما عنه، بعد أن اشترطت عليه خطيبته أن يكون المكيف الهوائي من بين تجهيزات بيت الزوجية، وهذا ما دفعه إلى اقتنائه بالتقسيط. وبالرغم من أنّ لا أحد بإمكانه الاستغناء عن أجهزة التكييف، والكل يريد أن تكون في بيته، إلا أنه وعلى ما يبدو فإنّ التكييف فقد أصبح حكرا على العائلات الميسورة الحال فقط في ظل ارتفاع الأسعار.