شكّل نهائي البطولة العربية المقام أول أمس بين المنتخب الليبي ونظيره المغربي - الذي انتهى بفوز هذا الأخير بضربات الجزاء - فرصة للتعرف على منافس الخضر القادم في تصفيات كأس إفريقيا 2013، في لقاء أظهر جزءا مهما من مستوى رفاق القائد أحمد سعد وأبان الليبيون أنهم لن يكونوا لقمة سائغة كما يتصور الجميع، فقد قدم منتخب ليبيا دورة مميزة رغم غياب بعض العناصر المحترفة والتي ستكون حاضرة في اللقاء ضد المنتخب الجزائري. قوته اللعب في الحرارة وروح التحدي بالعودة إلى مجريات لقاء نهائي الكأس العربية، وكذلك لقاء المنتخب الليبي ضد نظيره الكاميروني تتضح طريقة لعب فرسان المتوسط، والتي تشبه إلى حد بعيد طريقة لعب الخضر في عهد المدرب السابق رابح سعدان، وذلك بالاعتماد على الغرينتا والحرارة الكبيرة في اللعب، أما من الناحية الفنية فلم يظهروا مستوى كبيرا من ناحية الفرديات عدا القائد أحمد سعد، لكن هناك تماسك كبير من الناحية الجماعية خاصة أن التعداد لم يتغير في آخر ثلاث سنوات. يعتمد على خطة سعدان الشهيرة 3-5-2 أما من الناحية التكتيكية، فيعتمد المدرب عبد الحفيظ أربيش على خطة 3-5-2 من خلال توظيفه ثلاثة محورين وظهيرين في الدفاع، كما يعتمد المدرب في وسط الميدان على لاعبي ارتكاز أحدهما صانع ألعاب متأخر يتقدم كثيرا. ومن الناحية الهجومية فيعتمد المدرب على صانع ألعاب حر مع رأسي حربة على شاكلة مثلث مقلوب، هذا وتتركز طريقة لعب الليبيين على الاختراق من الأجنحة ولعب العرضيات وهي طريقة تذكّر الجميع بالخطة الشهيرة التي كان يعتمد عليها الشيخ رابح سعدان وعرف معها نجاحا كبيرا توّجها بقيادته الخضر لمونديال جنوب إفريقيا 2010 وتنشيطه نصف نهائي كأس إفريقيا بأنغولا في السنة نفسها. أحمد سعد العقل المفكر وشبيه زياني الملاحظ من خلال مشاهدتنا للقاءات الأخيرة للمنتخب الليبي الشقيق، أنّ اللاعب أحمد سعد يعد العقل المدبر والقلب النابض للمنتخب الليبي، حيث أنّ المدرب يعتمد عليه كليا، كما أنه يملك الحرية التامة للتحرك في الملعب دون أي تقييد تكتيكي وهي نفس الطريقة التي كان عليها كريم زياني مع الخضر. من جهة أخرى، فإنّ أشبال أربيش يعتمدون على الكرات الثابتة والتي تعتبر أحد نقاط قوتهم الهجومية وهي الوسيلة التي منحتهم الفوز أما الكامرون. الجهة اليسرى الحلقة الأضعف ومهارات فيغولي وبودبوز من شأنها إعادة سيناريو رواندا من الناحية الدفاعية فإنّ الجهة اليسرى تعتبر الحلقة الأضعف في الخط الخلفي والتي جاءت منها جل الكرات المغربية الخطيرة، وكذلك كرة الهدف وهو ما من شأنه أن يسهل من مهمة الخضر بتوظيف مهارات فيغولي وبودبوز على الرواقين وإعادة سيناريو رواندا التي عانت من نفس المشكلة في مباراتها ضد الخضر، وحتى محور الدفاع فرغم قوته في الكرات العالية لكن يبقى نقطة ضعفه، عدم تفاهم ثلاثي المحور خاصة في المرتدات والكرات البينية في ظهر الدفاع، حيث من السهل كسر مصيدة التسلل وهو الأمر الذي استغله المنتخب المغربي عديد المرات، حيث تفنن مهاجموه في تضييع الفرص وجها لوجه، وهو نفس المشكل الذي عانى منه الخضر في وقت سابق. منتخب حاضر ذهنيا وبدنيا حتى الدقيقة الأخيرة من الناحية البدنية والذهنية، فإنّ المنتخب الليبي حافظ على مستواه البدني طيلة اللقاء بل واصل بذات الحضور حتى في الوقت الإضافي، من الناحية الذهنية فإنّ (القرينطا) الليبية تعطي للفرق قوة كبيرة وحضورا ذهنيا طيلة اللقاء، حيث تمكن فرسان المتوسط من العودة في اللقاء في آخر خمس دقائق وكادوا أن يقلبوا الطاولة على المنتخب المغربي. من جهة أخرى، يعتمد لاعبو المنتخب الليبي على الخشونة في تدخلاتهم، كما أنهم سريعو الغضب فيما يخص الاستفزاز الكروي بالمراوغات ويصل بهم الحد إلى الضرب من دون كرة، وهي النقطة التي يجب استغلالها خاصة مع فنيات بودبوز وفيغولي وقادير. المدرب أرجع خسارة النهائي لمشاركته بالمنتخب الرديف والحقيقة أنه لعب ب 10 عناصر أساسية رغم تأكيد الجهاز الفني للمنتخب الليبي أنه دخل بالفريق الثاني في مواجهته أول أمس أمام المنتخب المغربي المتوج بمنتخبه المحلي في هذه الدورة، إلا أن المتتبعين لشأن الكرة الليبية الذين شاهدوا اللقاءات الأخيرة التي أجراها منافسو رفقاء فيغولي في المواجهة القادمة، يؤكدون أن المدرب عبد الحفيظ أربيش وظف 10 من أصل 11 لاعبا في هذا النهائي كانوا كلهم أساسيين في لقائهم الأخير أمام الكامرون. هذه التصريحات التي تحجج فيها الأشقاء الليبيين بقولهم إن خسارة النهائي لصالح المنتخب المغربي كان بسبب لعبهم بالمنتخب الرديف، فسرها البعض على أنها تهدف أساسا إلى تغليط الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش ولخبطة أوراقه حتى لا يعتمد بنسبة كبيرة على التقارير التي تصله بخصوص هذا اللقاء. حذار من الاستفزاز الإعلامي !! قد يرتكب الجزائريون أكبر غلطة في حالة الدخول في حرب نفسية وإعلامية بعيدا عن كرة القدم، حيث أن أي استفزاز سيكون بمثابة شحنة نفسية للبيين وتقوية ل»الغرينتا الليبية» لتي تعتبر قوة منتخب فرسان المتوسط، ومن شأن ذلك اجترار السيناريو الجزائري المصري خاصة أن الليبيين يعتمدون على اللعب بالقلب ويعتبرون الفوز في أي لقاء هدية للشعب الليبي الذي يعيش أسوء أيامه من الناحية الأمنية.