الزائر إلى قرية بني جماتي التابعة لولاية سطيف والواقعة في الجهة الشمالية لها، يصدمه الواقع المعيشي الهش لسكان يكابدون المعاناة منذ سنوات ودون أن تلتفت إليهم السلطات المحلية سوى في المواعيد الانتخابية. يشتكى سكان قرية بني جماتي من قساوة الظروف الخارجية، حيث يعيش السكان بعيدا عن توفر أدنى شرط ضروري يضمن لهم الحياة الكريمة، هذه الوضعية اثلقت كاهلهم وجعلت الكثير منهم يهجرون المنطقة واللجوء إلى المدن بحثا عن سبل العيش الكريم، ومن خلال الزيارة التفقدية التي قامت بها “السلام اليوم” إلي المنطقة استطلعت رأي عينة من الأفراد المنحدرين بها، حيث قالت (فاطمة، ك) أنهم يعيشون في ظروف قاسية جدا، فهم لم يستفيدوا من أي مشروع كفيل بان يخرجهم من المعاناة التي يتخبطون فيها باستمرار والتي تزداد تعقيدا يوميا، أو ينسيهم المرارة التي ذاقوا طعمها منذ زمن طويل، أما عمي “محمد الصالح” لم يتماسك نفسه حين سألته عن أهم المشاكل التي يعانون منها، حيث قال “في رأيك لماذا يابنتي نترك منازلنا وأراضينا ونرحل الى المدينة نتيجة لهذه الأشياء التي منعتنا من أن نعيش كباقي البشر، لاماء، لا غاز ولا حتى نقل . الغاز الطبيعي والنقل أولى مطالب السكان تغيب على قرية بني جماتي العديد من المشاريع التنموية التي من شأنها إخراج السكان من الحالة المزرية والعويصة التي يعيشونها ويذوقون طعمها المر، فعلى حد تعبير السكان أنهم لم يستفيدوا من مشروع يخرج السكان من دائرة التهميش والعزلة التي يعيشونها، فعلى الرغم من البرودة القاسية التي تمتاز بها المنطقة، إلا أنها لم تستفد من هذا المورد الضروري والذي يعتبر ذو أهمية كبيرة، لهذا تجد العديد منهم يلجأون إلى استعمال الطرق التقليدية في الطبخ أو التدفئة، بقطع الأشجار لجلب الحطب واستغلاله في مختلف الاغراض، أو عن طريق شراء براميل من البنزين، وهي الوضعية التي كلفتهم غاليا بسبب صرف مبالغ ضخمة لشرائها. وقد أبدى السكان غضبهم الشديد نتيجة التهميش الذي طالهم في عدة مجالات، حيث ان النقص الفظيع في وسائل النقل زاد الطين بلة، إذ أن التلاميذ بهذه المنطقة يعانون من عدم وجود وسائل النقل الكافية خصوصا إذا ما علمنا أن العديد من التلميذات والتلاميذ يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى ثانوياتهم، حيث يقول بعض الآباء، أن حافلات النقل العمومي لا تصل نهائيا إلى قرية بني جماتي التي تبعد عن منطقة بني شبانة بضعة كيلومترات، هذه الوضعية التي تسببت في الكثير من المشاكل للسكان خاصة لفئة العمال الذين غالبا مايصلون متأخرين إلى أماكن عملهم، أو تجدهم لايعملون بسبب بعد مركز المدينة عليهم لهذا وبالتزامن مع نقص وسائل النقل لم يتمكنوا من إيجاد مناصب الشغل لهم، ما أدى بهم إلى دخولهم عالم البطالة، معاناة السكان لم تقف عند حد النقل، لتستمر في فقدان المياه الصالحة للشرب، إنها معاناة كبيرة يعيشها السكان بسب تنقلهم المستمر إلى أماكن بعيدة عن مقر سكناهم لجلب قطرة ماء من اجل استعماله بمختلف الأغراض، على غرار الغسل الطبخ والشرب، لهذا فأمام هذه الوضعية السكان يطالبون عبر “السلام اليوم” من السلطات المعنية بضرورة التعجيل في إيجاد حلول مناسبة لهم وفي إخراجهم بدائرة التخلف المحيطة بهم.