باعتبارها جزء لا يتجزأ من تراث وتاريخ ساكنة هذه المناطق دعا مشاركون في ملتقى حول “ديناميكية الفضاء الواحاتي ومحيطها”، نظم بورقلة، إلى ضرورة الحفاظ وتحسين التنوع البيولوجي بالفضاء الواحاتي وتثمين الثروة النباتية والحيوانية بالمناطق الصحراوية. وفي هذا الصدد، أبرز الباحث أحمد نمسي، مدير المركز الجهوي للبحوث الفلاحية الواحاتية (تونس)، أهمية انتهاج استراتيجية جديدة وفعالة من أجل إعادة الاعتبار للواحات القديمة، باعتبارها جزء لا يتجزأ من تراث وتاريخ ساكنة هذه المناطق من خلال تشجيع ممارسة النشاطات الفلاحية وضمان الاستقرار فيها. ومن جهته، تحدث الأستاذ طاهر إيدير (جامعة ورقلة) عن التسيير الناجع للمياه المستعملة في البيئة الصحراوية وكيفية استغلالها لأغراض السقي الفلاحي. وبالمناسبة، دعا المتحدث الجهات المعنية للتدخل بصفة “استعجالية” لمعالجة مشكلة صعود مياه الصرف الصحي بعديد المحيطات الفلاحية وبساتين النخيل بالمنطقة، والتي خلفت أضرارا كبيرة في المحاصيل الفلاحية وإتلاف أشجار النخيل. وتم التأكيد في هذا اللقاء أيضا على أهمية تعزيز استخدام الطاقات النظيفة (الشمس والرياح وغيرها)، من أجل الاقتصاد في استهلاك طاقة الكهرباء وكذا الاستغلال العقلاني للموارد الطبيعية (الماء والتربة) خلال ممارسة الأنشطة الفلاحية المختلفة. وتمت الدعوة أيضا إلى إشراك المواطنين والجمعيات المحلية، في برامج تطوير الواحات وكذا توعيتهم للتقليل من عمليات الإتلاف لثروة النخيل سيما الحرائق والزحف العمراني نحو بساتين النخيل. وحث المشاركون على ضرورة إشراك الباحثين والخبراء من الجامعات والمعاهد بالتنسيق مع مختلف القطاعات ذات صلة، من أجل المساهمة في إيجاد حلول لعديد الإشكاليات التي لازالت عالقة وتعاني منها بعض الواحات، على غرار مشكلة صعود المياه. وألقيت خلال هذه الورشة عديد المداخلات من قبل باحثين وخبراء من جامعات ومعاهد جزائرية وأجنبية (تونس و فرنسا و موريتانيا)، ومن بينها مساهمات علمية حول “واحة ورقلة و برامج إعادة تأهيلها” و”الديناميكية الفلاحية بإقليم الزيبان” و”نظام الإنتاج بواحات منطقة النعامة و”نقل وتعزيز المهارات البحث في الواحة” و”أهمية تلقيح أشجار النخيل بهدف الزيادة الإنتاج وتنويعه والحفاظ علي ثروة النخيل”. كما تم التعريف بمشاريع بحوث لطلبة شهادة الدكتوراه من مختلف جامعات الوطن، والتي تمحور أغلبها حول “تربية الإبل في الوسط الواحاتي” و”وضعية المساحات الرعوية بالمناطق الصحرواية” و”أهمية الواحات في المحافظة على التوازن الإيكولوجي”. للإشارة، فإن هذا اللقاء العلمي الذي احتضنت أشغاله جامعة قاصدي مرباح بورقلة، نظم بمبادرة من كلية العلوم وعلوم الطبيعة والحياة بالتعاون مع مخبر المحافظة وتثمين الموارد الحيوية الصحرواية بذات المؤسسة الجامعية.