تم منذ قرابة 4 سنوات ترحيل حوالي 200 عائلة إلى حي 200 مسكن عمارة بأولاد الحاج التابعة لبلدية الكاليتوس، ومنذ ذلك الوقت وهاته العائلات تتكبد الويلات والمأساة داخل شقق قد تنهار على رؤوس قاطنيها بدون سابق انذار، حيث أبدى سكان الحي استياءهم الشديد من الوضعية التي ألت إليها هذه العمارات بالرغم من أنها لا تزال مشروع حديث الانجاز لم يمر عن انجازه سوى 4 سنوات فقط. السكان الذين تم ترحيلهم إلى هذه العمارات في اعتقادهم أنهم قد تخلصوا أخيرا من أزمة السكن التي طالتهم، إلا أن الحقيقة عكس ذلك من خلال الخطر الذي أصبح يحدق بهم خوفا من انهيار العمارات في أي لحظة وبدون سابق انذار، خاصة بعدما أصبحت أسقفها تتسرب منها مياه الأمطار بمجرد تساقط الزخات الأولى للمطر ما تسبب في تآكل جدران هاته البيوت وتشققها إضافة إلى الرطوبة، كما أبدى السكان تذمرهم من الفوضى التي تحدث يوميا بسبب مكان إلقاء القمامة بين سكان حي 200 مسكن و قاطني القصدير المجاورين لهم، حيث أنه في كل مرة تقوم مناوشات بين الطرفين بسبب نقص مكبات التفريغ، ما يجعل سكان البيوت الفوضوية يلقون قماماتهم في المكبات الخاصة بالعمارات، وفي هذا الصدد رفع السكان العديد من الطلبات والشكاوى بغرض توفير مكبات خاصة بكل حي إلا أن المشكل ما يزال قائما، هذا من جانب ومن جانب أضاف السكان على أن الروائح الكريهة وانتشار الأوبئة بالحي أصبح لا يطاق خاصة في فصل الشتاء، حيث أنه لا يمكن للمارة عبور أزقة الحي نظرا للانتشار الواسع لهذه القمامة. بالرغم من إلحاح المواطنين على تحسين واجهة حيهم الذي باتت القمامات والأوساخ تكتسحه من كل الجوانب، متسببة في تشوه المنظر الطبيعي وانتشار الروائح الكريهة خاصة في فصل الصيف، أين تكثر الجراثيم والأوبئة والحشرات الضارة، وفي هذا الشأن طالبوا بتكثيف جهود عمال النظافة وتدعيهم بالإمكانات اللازمة من شاحنات ومكبات للتفريغ للقضاء على اكتساح هذه النفايات للحي، كما أرجعوا سبب تراكمها إلى إهمال «نات كوم» لدورها، حيث أن شاحنات رفع القمامة نادرا ما تأتي إلى الحي لنقلها. غياب المنشآت القاعدية في ظل انعدام غاز المدينة حيث ما تزال إلى غاية كتابة هاته الأسطر عائلات حي 200 مسكن تعتمد على قارورات غاز البوتان المكلفة، وأيضا استيائها الشديد من تماطل مؤسسات سونلغاز في إتمام أشغال الحفر بهدف ايصال الحي بالغاز، حيث أنه في الشتاء المنصرم عمدت المؤسسة إلى مباشرة أشغال حفر قنوات، إلا أن الأشغال لم تستكمل ليقوم السكان بمراسلة المؤسسة بغرض إيجاد حل للطرقات التي تصدعت جراء عملية الحفر، لتزاول المؤسسة أشغالها من جديد ما تسبب في تصدع واهتراء كبير على غرار ما كانت عليه هذه الطرقات سابقا، كما ضاقت هذه العائلات ذرعا من وعود السلطات بشأن تهيئة طرقاتهم المهترئة التي لم تشهد عملية تعبيد أو تهيئة منذ مدة، خاصة ونحن في فصل الشتاء أين تزداد وضعية هذه الطرقات كارثية، حيث يصبح الحي عبارة عن برك من الأوحال لتسوء الأوضاع على المارة وحتى بالنسبة لأصحاب المركبات، وفي هذا الشأن عبّر أحد سكان الحي سليم قائلا «لقد مللنا من هذه الوضعية المزرية فلا شيء متوفر بهذا الحي المنسي، ونأمل من السلطات أن يجدوا حلولا عاجلة لمشاكلنا وفي أقرب وقت». ومن بين المشاكل التي يعرفها الحي يوميا هي نشوب مناوشات ومشادات كلامية من سب وشتم بين سكان حي 200 مسكن والبيوت القصديرية المجاورة لهم بسبب الكهرباء، حيث أن البيوت الفوضوية في ظل انعدام الإنارة ببيوتها قامت بايصال منازلها بطريقة عشوائية من الأعمدة الكهربائية الخاصة بسكان حي 200 مسكن، مما جعل السكان يشكون ضعف الإنارة، وما زاد الطين بلة هو بعد المؤسسات التربوية عن الحي مما يجبر الأطفال على التوجه مشيا على الأقدام، قاطعين مسافات بعيدة من أجل الالتحاق بالمدارس والثانويات المتواجدة في المدينة، مجتازين مسالك الخطر بالأحياء القصديرية المجاورة للحي ما يجعل الكثيرين منهم يلتحقون بمقاعد الدراسة في ساعات متأخرة لعدم خروجهم باكرا خوفا من الاعتداءات التي تتربصهم يوميا، ولهذا يجدد سكان حي 200 مسكن بالكاليتوس عبر يومية «السلام» ندائهم السلطات المحلية قصد الإسراع في اتخاذ الحلول الناجعة قبل وقوع ما لا يحمد عقباه -على حد قولهم-.