أعرب سكان قرية لهوى عبد الرحمان، ببلدية الولجة شرق سطيف، عن تذمرهم الشديد جراء التهميش الذي يطالهم منذ سنوات طوال، وعدم تجسيد الوعود التي قدمت لهم في عديد الحملات الانتخابية، مما أدى بهم خلال الأيام الأخيرة إلى القيام بحركة احتجاجية واسعة شلت النشاط بالمنطقة ليومين متتاليين. أشار هؤلاء السكان الذين يصل تعدادهم إلى أزيد من ثلاثة آلاف ساكن، بأن قريتهم ورغم وقوعها على محور الطريق الوطني رقم 05 الرابط بين وسط و شرق البلاد، لا زالت تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة العصرية مما زاد من معاناتهم وأجبر العديد منهم إلى شد الرحال نحو المدن والمراكز الحضرية الكبرى على غرار مدينة العلمة وتاجنانت التابعة لولاية ميلة بحثا عن ظروف إقامة أحسن. ويشكل الطريق الرابط بين القرية ومركز البلدية الولجة على مسافة حوالي 06 كلم النقطة السوداء بالنسبة للسكان، حيث أضحى غير صالح تماما للاستعمال بفعل حالة الاهتراء التي طالته منذ سنوات ولم يتم إعادة تعبيده أو تهيئته رغم الأهمية التي يكتسيها هذا المحور باعتباره شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. نفس الوضع يعيشه السكان من حيث المنشآت الصحية بحيث لا يتوفر هذا المجمع السكني الحضري الهام سوى على قاعة علاج كثيرا ما تكون مغلقة في وجه المرضى، نظرا لافتقارها للوسائل الطبية اللازمة وكذا عزوف الأطباء والأعوان شبه طبيين عن العمل بها، الأمر الذي يجبر المرضى على التنقل إلى المدن المجاورة لإجراء الفحوص الطبية الضرورية واقتناء الأدوية. مشكل النقل بدوره أصبح هاجسا للسكان خاصة بالنسبة للمتمدرسين، حيث أن الحافلة الوحيدة التي تربط التجمع بمركز البلدية لم تعد قادرة على التكفل بالغرض مما اضطر العديد من هؤلاء المتمدرسين، لا سيما منهم العنصر النسوي للتوقف بصفة نهائية عن الدراسة مما أضحى يقلق راحة الأولياء الذين يجدون أنفسهم أمام وضع يصعب التعامل معه في ظل الامكانات المادية الشحيحة التي تتوفر عليها بلدية الولجة، التي تعد في تصنيف المختصين المحليين من أفقر بلديات ولاية سطيف، وفضلا عن ذلك فإن قرية لهوى عبد الرحمان، ورغم موقعها الهام -كما سبقت الإشارة إلى ذلك- لا زالت تفتقر إلى أدنى المرافق الخدماتية والشبانية، مما جعل شبابها يعيش على هامش الحياة الاجتماعية، إلى جانب البطالة التي أضحت السمة البارزة في القرية إذ تنعدم فرص التشغيل سواء لدى القطاع العام أو الخاص مما يفتح الباب واسعا أمام بعض السلوكات المقيتة التي تؤدي بصاحبها إلى المخاطر. مصدر مسؤول في البلدية، وردا على هذه الانشغالات كشف بأن الامكانات المحدودة التي هي بحوزة هذه الأخيرة لا يمكنها بأي حال من الأحوال تجسيد مجمل مطالب سكان قرية لهوى عبد الرحمان، التي تعد ثاني أهم تجمع سكني بعد مركز البلدية، داعيا في نفس السياق السلطات الولائية لدعم ميزانية البلدية بامكانات مالية إضافية تمكنها من تجسيد الكثير من الطموحات المعبر عنها.