إنّ التعاون على طرق الخير والتآزر في الأعمال الصالحة النّافعة أساس الرقي وأصل الفلاح والنجاح، فما من أمة جعلت التعاون شعارها والتآزر عنوانها إلا عمها الخصب والرّخاء وشملها اليسر والهناء، ففي التعاون والتضامن التقدم والرقي، وفي التخاذل والتفرق الانحطاط والتأخر، والتعاون على البر والتقوى من أركان الهداية الإسلامية، إذ إن الدين الإسلامي يوجب أن يعين المسلمون بعضهم بعضا على كل ما ينفع الناس أفرادا وجماعات في دينهم ودنياهم، وإذا كان التعاون على البر والتقوى، وعلى تحفيظ كتاب الله واجبا إسلاميا، فإنّ ما لا يتم الواجب إلا به واجب أيضا، كما قال الفقهاء، إذن، فلا بدّ لنا إذا أردنا أن نحيا حياة طيبة عزيزة فعلينا بتأليف جمعية خيرية، رائدها تحفيظ كتاب الله العزيز وإعانة الضّعفاء، وإن أي اجتماع يعقده المسلمون فيما بينهم على ما يصلحهم ويعزز مركزهم لهم فيه رحمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الجماعة رحمة والفرقة عذاب”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) أخرجه مسلم، إن هذا الحديث في فضل إعانة المسلم لإخوانه المسلمين وما فيه من الأجر العظيم، وهذا المعنى تواترت به الأخبار والأدلة، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أيضا هذا المعنى أنه عليه الصلاة والسلام قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. وهذا المعنى كما تقدم في فضل التنفيس، ذكر هنا ثلاثة أمور: تنفيس الكربات والتيسير على المعسرين والستر على المذنبين، وهذه كلها من أعظم المعاني والحكم، والكربة أو أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter