سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محي الدين عميمور وسعد الدين نويوات فضلا مواصلة الدراسة على الإلتحاق بالثورة المجاهد والدبلوماسي السابق خليلي مسعود في الجزء الرابع من شهادته ل"السلام":
من استقبلكم في تونس عند وصولكم من القاهرة؟ استقبلنا في تونس نائب بن بلة وقتها أحمد محساس. بقينا نحو شهر في منوبة ثم افتتحت مدرسة في باجة، كنا نشرف فيها على تدريب نحو 1400 جندي وكان مدير المدرسة وقتها الرائد إيدير الذي كان ضابطا في الجيش الفرنسي قبل أن يلتحق بصفوف جيش التحرير، وقد أصبح فيما بعد نائبا لكريم بلقاسم. بقينا ثلاثة أشهر على حالنا ندرب الجنود ثم تمردنا على الوضع لأننا كنا نريد الالتحاق بالميدان في الجزائر، فأقنعنا الجنود الذين كنا ندربهم وقمنا بحركة تمردية. أذكر أنني خطبت فيهم وعرضت عليهم الاختيار ما بين الدخول إلى الجزائر أو العودة لمواصلة الدراسة. الجميع فضل دخول الجزائر باستثناء نحو سبعة أشخاص قرروا الرجوع أدراجهم لمواصلة الدراسة منهم محي الدين عميمور وهو من فج مزالة، وسعد الدين نويوات من البرج. كل واحد ربما أحب الخير لنفسه وربما للبلاد. وبالفعل هؤلاء هم الذين أصبحوا مسؤولين عنا. ربما كانوا أذكياء أكثر منا، المهم تفرقنا كانت بعض المجموعات تتبادل إطلاق النار من حين إلى آخر مع جيش الحدود التابع للولاية الأولى. وهذا ما رفضناه لأن الهدف كان مقاتلة قوات الاستعمار وليس قتل بعضنا البعض. ما أسباب تبادل إطلاق النار؟ كل ولاية كانت تريد الاستحواذ على شيء. وإلا لماذا تأخر نجاح الثورة وكان يمكن أن تنجح من البداية، هل تعلموا كم قتلوا من ولاية الأوراس؟ قتلوا عباس لغرور، وشريط لزهر، ولعموري اتهم بالتآمر مع المخابرات المصرية وحكم معه على شخص كان يدرس معنا في القاهرة “طفل كي لويز”. معرفة بن طوبال بوالدي أنقذتنا من الاعدام يواصل شاهد “السلام” الكاتب العام للولاية التاريخية الثانية والدبلوماسي السابق خليلي مسعود، في الجزء الثاني من شهادته، التحدث عن مساره النضالي في صفوف جيش التحرير الوطني، وعن علاقته بقائد الولاية الثانية وأحد كبار مسؤولي الحكومة المؤقتة، لخضر بن طوبال، المعروف بأحد الباءات الثلاثة. ويروي تفاصيل نجاته من حكم الاعدام الذي كان سيطبق في حق القادمين من القاهرة بسبب علاقتهم بأحمد بن بلة، وخبايا أخرى تقفون عليها في المتن أدناه ..يتبع .