أصبح شبح انهيار البنايات الهشة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والفوضوية على مستوى العاصمة على غرار بلديتي باب الوادي وبولوغين حدثا مرعبا، ينتظر السكان لحظة وقوعه، أين بات الرعب مآلهم، وحسب العديد منهم فإن الخوف لم يقتصر على القاطنين بهذه المباني، بل انتقل إلى المارة الذين يستعملون الشوارع المحاذية للبنايات الهشة الآيلة للسقوط، والموضحة من خلال شرفاتها المتآكلة وجدرانها المتشقق، حيث أنه في كثير من الأحيان تنهار فوق رؤوسهم محدثة خسائر مادية معتبرة، سيما عن حصد أرواح الكثير من الأشخاص الذين راحوا هدرا بعد إهمال السلطات المحلية لإنقاذهم بالرغم من علم هؤلاء المسؤولين بالوضع السائد الذي يشتكي منه المواطنون. سكان دائرة باب الوادي كانوا قد ذكروا البلديات التابعة لها كبولوغين، القصبة ورايس حميدو، حيث أكدو بأنها نماذج عن المآسي التي وقعت بسبب انهيار المساكن، مشيرين بذلك قدمها فهي تعود للحقبة الاستعمارية، فيما أضاف المتحدثون في حديثهم ل«السلام” أن بيوت الصفيح لم تسلم من الانهيار بسبب انزلاق التربة الذي كان عاملا مباشرا في هذا المشكل، خاصة عند تساقط الأمطار التي تشبع التربة بمياهها. «السلام “ تنقلت إلى عديد المناطق السالفة الذكر لرصد الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان الأحياء المتضررة كالحي الشعبي العتيق بباب الوادي والقصبة، اللتي تعرف اتساعا كبيرا في انتشار البنايات المهددة بالانهيار، التي يأمل قاطنوها بتدخل السلطات الوصية من أجل قيامها بمهامها الواجبة اتجاه السكان، من خلال انتشالهم منها أو إعادة ترميمها بطريقة تضمن حماية حياة مواطنيها، هؤلاء المتضررون الذين أعربوا عن قلقهم الشديد حيال صمت السلطات المسئولة أمام موت الكثير منهم تحت الردم بعد تحول أسقف بيوتهم إلى أماكن مساعدة لتسرب مياه الأمطار، إلى جانب هذا انهيار أسطحها الأمر الذي حول الحالة إلى جحيم لا يطاق. وعليه يتساءل السكان عن دور المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا، متهمينهم بتجاهلهم لأمر هذه العمارات الهشة، فيما طالب قاطنو المباني المهددة بالانهيار بضرورة التزام السلطات بالجدية ووضعها استراتيجية محكمة، تكفل ترحيل تلك العائلات أو إعادة ترميم بيوتهم تحت تقنيات مناسبة، وذلك حماية لأرواح المواطنين العزل، فهل تصغي السلطات الوصية لصرخة سكانها المتضررين؟