يتخبط سكان حي الدهيمات ببلدية سيدي موسى شرق العاصمة، في العديد من المشاكل نغصت عليهم حياتهم اليومية رغم تحسن الأوضاع الأمنية بالمنطقة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم بتحسن أوضاعهم المعيشية، فهم محرومون من أبسط الخدمات ويعيشون خارج مجال التنمية. الهروب من دموية الإرهاب والوقوع ضحية التهميش يجد الزائر لهذا الحي صعوبة بالغة في اتخاذ مسلك له للوصول إلى العائلات القاطنة بحي الدهيمات، ليقف على حجم معاناتهم وحرمانهم من أبسط الحقوق و هي معاناة وقفنا عليها عند زيارتنا لهذا الحي، وضعية أقل ما يقال عنها أنها كارثية يتعايش معها المواطنون يوميا، حيث لم يفوت هؤلاء فرصة تواجدنا بالحي ليرووا لنا معاناتهم المتواصلة منذ أمد بعيد تعاقبت عليها سياسة المجالس الشعبية البلدية، التي تعدهم في كل مرة بتحسين الأوضاع مشاكل متواصلة إلى اليوم عبارة عن حلقات متسلسلة كانت بدايتها سنوات التسعينيات، أين أجبرت العائلات كرها على مغادرة سكناتها وترك ممتلكاتها بسبب الأوضاع الأمنية التي عرفتها المنطقة وصولا إلى سياسة التهميش بدليل غياب تام للمرافق الضرورية بدء من المدخل الرئيسي للحي، حيث الطريق مهترئ مملوء بالحفر والمطبات يزداد سوء مع حلول فصل الشتاء منه تدخل ومنه تخرج المركبات فهو ممر للراجلين والسيارات على حد سواء، لأن الحي ليس به إلا مدخل واحد وبعرض 3م فقط، طريق يشعرك بالخوف والرهبة رغم أن السكان أكدوا لنا الاستقرار في الأوضاع الأمنية. النقل هاجس يتكرر يوميا ضف إلى ذلك انعدام النقل، حيث أجبرنا هذا الاستطلاع على المكوث لساعات طويلة من وإلى حي الدهيمات، ذلك ما يتطلب صبرا طويلا من المواطنين الذين يجبرون على التنقل إلى المناطق المجاورة للتزود بضروريات الحياة اليومية، هذا ما أكده لنا عمي عمار، "أضطر لاقناء حاجياتي اليومية بكمية زائدة حتى لا أتنقل يوميا مع هذا النقل لي يكرّه الحياة حسب تعبيره " . كما يعاني العديد من الأطفال التسرب المدرسي لأن الحي لا يحتوي إلا على مدرسة واحدة ابتدائية أقسامها مكتظة عن آخرها، وتنعدم بها كل الظروف المريحة للتمدرس، ناهيك عن انعدام النقل المدرسي بالحي ما يجبر تلامذة الإكماليات بالتوجه سيرا على الأقدام مسافة 3 كلم للوصول إلى حي الرايس لمزاولة الدراسة، حيث أكد أرباب العائلات أنهم يضطرون لمنع أبنائهم خاصة البنات من الدراسة في مثل هكذا ظروف، وقطع المسافة وسط المزارع والحقول خوفا عليهن، حيث تروي لنا "خديجة" كيف حرمت من مزاولة الدراسة بالإكمالية رغم تفوقها الدراسي لأن والدها تعب من توصيلها يوميا إلى الرايس، وعدم مجازفته بتركها تتنقل وحدها خاصة في فصل الشتاء الذي يعتبر معضلة حقيقية بالنسبة للأطفال المتمدرسين. شباب ضائع وسط انعدام مرافق الحياة كما يجد شباب الحي مشاكل كبيرة نغصت عليهم حياتهم اليومية في مقدمتها البطالة، حيث عبّر "ع.أ" عن سخطه وغضبه قائلا "نحن نريد أن نعيش كباقي الشباب ونتمتع بحقوقنا فقط، لا مركز ثقافي ولا دار شباب ولا قاعة رياضة ماذا ترانا نفعل إذن؟؟". كما أن انعدام فرص العمل جعل الكثير من هؤلاء الشباب يلجؤون إلى الإنحراف من سرقة وإدمان على المخدرات، يقول (ع.ص): "رانا عايشين زيادة فنحن نعيش عزلة تامة عن العالم"، ناهيك عن الحالة النفسية التي يتخبط فيها هؤلاء الشباب. معاناة الدهيمات لم تتوقف عند هذا الحد، فانعدام الإنارة العمومية وانتشار القمامات في كل جنبات الحي، ناهيك عن المرافق الضرورية كالمحلات التجارية، و مستوصف للعلاج، والماء الشروب كأبسط الحقوق لأن غاز المدينة بعيد المنال حتى في الأحلام، حي غائب أو مغيّب من أجندة السلطات المحلية يشعر زائره بحجم معاناة قاطنيه.