أصبحت عملية القطع العشوائي للثروة الغابية التي تعرفها مؤخرا منطقة ولبان, التابعة إداريا لبلدية عين السبت الواقعة شمال شرق ولاية سطيف, بمثابة المهدد الأول بزوال الغطاء الغابي الخلاب لأشجار الفلين الذي تشتهر به هذه المناطق السياحية التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف السياح المتوافدين سواء من سطيف أوحتى الولايات المجاورة مثل ميلة وقسنطينة وجيجل, حيث تشهد هذه المنطقة في الآونة الأخيرة قطع لأشجار الفلين بشكل يومي من قبل مافيا الخشب الذين يحولون هذه المادة الثمينة نحو ولايات جيجل وبجاية من أجل التسويق المحلي أو الدولي ناهيك عن صفقات تتم بين تجار الأشجار ومقاولين مبنائين في الميدان بسطيف وما جاورها. وحسب مصادرنا على مستوى ذات البلدية فإنه يتم قطع الأشجار بمعدل 80 شجرة يوميا وبيعها إلى البنائين والمقاولين, خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الخشب ومشتقاته, وباتت هذه الثروة الغابية مهددة بالزوال, بسبب الاستهداف المتواصل لها من قبل هذه الأطراف ليلا ونهارا دون توقف لما تعود عليهم من أرباح وعائدات مالية كبيرة في ظل انعدام مراقبات مستمرة لحراس الغابات من جهة أواستحالة الموازنة بين عدد الحراس ومساحة الغابات المعنية بالمراقبة. وأضافت ذات المصادر بأن هذه الأشجار صغيرة وغير قابلة للتجديد بعد القطع, وعلاوة على وجود مشكل القطع العشوائي للثروة الغابية, عرف الطريق المحاذي لهذه الغابات غزوا كثيفا من قبل بعض التجار الذين يقومون بطهي الشواء وحبات الذرة وبيعه لمستعملي الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولاية سطيفوجيجل, حيث بات نشاطهم عشوائي وغير منظم. وقد حاولنا الإتصال ببلدية عين السبت من أجل معرفة موقفها والتدابير المتخذة للحد من ظاهرة القطع العشوائي للأشجار, لكن لم يتم الرد على إتصالاتنا لأسباب مجهولة.