هل الجزائر تغترف من آبار بترولها آخر غرفات قبل أن ينضب؟ هذا ما يحاول أن يوهمه للعالم بإثارة موضوع الغاز الصخري كبديل للنفط، وهذا هو السؤال الذي طرحناه على الكاتب والسياسي الفرنسي "جيل مينيي". يقول الرجل وهو الخبير في قضايا النفط وآثارها على العالم العربي والغربي وهو صاحب كتاب "الذهب الأسود" المشهور : " إن استغلال العواصم الغربية القوية مثل باريس ولندن وواشنطن لأطروحة غاز الشيست أو الغار المستخرج من الصخر وتقديمه بديلا للنفط هو أكذوبة من العيار الثقيل بلا شك لأن البترول طاقة لا تساويها طاقة والمخزون العلمي لا يطرح مشكلات قبل مائة سنة. هذا بالأضافة إلى ما تكتشفه كل عام الشركات النفطية الكبيرة من حقول للنفط جديدة" ويرى جيل مينيي " أن مثل هذه الدعاية ليسن مجانية بل من وراءها إحباط قوة الدول المصدرة للبترول مثل الجزائر ودفعها إلى البحث عن البدائل وبالتالي إهمال النفط كقوة طاقوية وهذا يؤدي حتما إلى تلاشي ثمن البرميل من البترول. كما يرى أن تصنيف الجزائر من الدول الغنية بالغاز الصخري ليس بريئا بل الغاية منه دفع الجزائر إلى التعامل مع هذا المولود الجديد والاستعداد إلى التخلي عن سياستها النفطية المعروفة. وكان تقريرأمريكي حول الطاقة صادر عن وكالة "يو أس اينرجي انفورميشن" ، قد حدد للجزائر الأماكن التي تتوفر على غاز الشيست، وصنفها ضمن الدول الأكثر توفرا على أحواض غاز الشيست، حيث اعتمد التقرير في دراسته على عدة وثائق وبيانات لمعاهد أمريكية ودولية كمجلة "فوربيس" الأمريكية وتقارير اقتصادية منجزة من قبل شركات بارزة مثل "برايس ووترهاوس كوبرز" و"ارنست ويونغ" و أبرز التقرير أن الجزائر تتعادل مع الولاياتالمتحدة في كمية الغاز الصخري التي تتوفر عليه وهو ما سيجعلها خلال فترة قصيرة تتحول إلى منافس كبير لأمريكا في هذا المجال رغم نقص الخبرة والإمكانيات الضرورية في الجزائر لاستغلاله بحسب التقرير، في حين يعمل التقرير على دفع الجزائر إلى استغلال هذا الغاز لتأمين أوروبا من أزمة الغاز الروسي، واحتلت الجزائر المراتب الأولى من حيث توفرها على الغاز الصخري، وعدد التقرير المنطق التي يرتكز فيها غاز الشيست في الجزائر من بينها ولايات الجنوب الشرقي على غرار إليزي وعين أميناس و وادي سوف وبسكرة ومنطقة الهضاب العليا وولاية تندوف بأقصى الجنوب. ومن جهتها، كانت دراسات فرنسية قدرت المخزون الجزائري من الغاز غير التقليدي الذي يزيد عن 17 ألف مليار متر مكعب، وهو ما يعتبر إغراء للدول الأوروبية خاصة فرنسا، في حين توقعت هيئة المراقبة المتوسطية للمحروقات أن يرتفع حجم النفط المستخرج في حال استغلال الجزائر للغاز الصخري إلى 160 مليار متر مكعب في السنة، أما نسبة الصادرات فستصل إلى 110 مليار متر مكعب، خاصة أنه حسب الخبراء الاقتصاديين ستكون للجزائر مكانة كبيرة في تزويد أوروبا بالغاز خلال الأعوام المقبلة نظرا لما تحتويه من مخزون كبير للغاز الصخري. هذا الاهتمام الزائد بغاز الشيست الجزائر هو في حد ذاته أمر مريب و الغاية منه بحسب جيل مينيي كما قلنا انهيار ثمن النفط والتخلي عن السياسة النفطية المنتهجة إلى حد اليوم من طرف الجزائر و التي أقلقت العواصم الغربية"