تمكن عناصر فرقة البحث والتحري التابعة للدرك الوطني بقسنطينة، خلال الأيام القليلة الماضية، من تفكيك عصابة أشرار تنتمي إلى شبكة دولية تحرض وتشجع وتروج وتوظف شباب للإلتحاق بالجماعة السلفية الجهادية بسوريا. هذه المجموعة متكونة من ثمانية أشخاص، ستة ينحدرون من مدينة الخروب بقسنطينة واثنان من بلدية بئر العاتر بولاية تبسة الحدودية. وتمكن عناصر الدرك الوطني، بعد عمليات بحث وتحري معمقة، من الإطاحة برأس العصابة، وهو عامل صفائح معدنية، 30 سنة، بحي 1039 مسكن بالخروب، حيث ضبط بحوزته على وثائق تؤكد تورطه المباشر بتسفير العديد من الشباب إلى سوريا ودول عربية أخرى كالعراق مثله مثل الأخرين، حيث وجد بحوزتهم على وثائق وجوازات سفر مزورة ومبالغ مالية معتبرة. وحسب المصادر الأمنية، هذه الجماعة ما هي إلا امتداد لجماعات أخرى متواجدة بتونس، فرنسا، بلجيكا واسبانيا، حيث أن عملية اكتشاف لغز القضية تحقق بتعاون أمني بين فرنسا وتونس والجزائر، ما استدعى تسخير كل الإمكانيات المتاحة لكشف خبايا ما كان مستورا وملحقا الضرر بفئة شباب، معظمهم يدرسون في الثانوي، مستغلين بساطة فهمهم وسوء تقديرهم للموقف. وقد أفادت مصادر قضائية، أن السلطات المعنية قد بعثت بطلب رسمي لمسؤولين بالانتربول بضرورة القبض على كل المطلوبين، لأن القضية نطاقها أوسع ومتشابك وكل مطلوب يجب أن ينال جزاءه. هذه السابقة التي اتخذت منحى يثير القلق وضحيتها شباب جزائري من كلا الجنسين، باعتبار العشرات من الفتيات يبعثن باسم "جهاد النكاح". وتمكنت مصالح الاستعلامات الجزائرية من الكشف عن قرابة 20 شابا قد تم توظيفهم للالتحاق بالمعارك بسوريا عبر مدينة فيتاي التركية. والمشتبه فيهم ثمانية تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة فسنطينة وصدر في حقهم أمر إيداع بتهمة تكوين جمعية أشرار والانتماء الى مجموعة إرهابية دولية.