أحصت أجهزة الأمن في الجزائر أكثر من 300 جهادي جزائري في سوريا، بمن فيهم مواطنين فرنسيين من أصول جزائرية، بعد تمكنها في غضون الأشهر الستة الأخيرة من تفكيك 4 شبكات لتجنيد الجهاديين. كشف مصادر أمنية عن تمركز نشاط شبكات تجنيد وتهريب الجهاديين في العاصمة وفي الولايات الشرقية، القريبة من الحدود التونسية، وكشف عن توقيف الأمن الجزائري في الأشهر الستة الأخيرة 12 شخصا بشبهة محاولة التنقل للقتال في سوريا ومحاولة تجنيد شباب آخرين. وتتبادلت 11 دولة 4 منها في المغرب العربي، و7 في غرب أوروبا المعلومات بصفة دورية، حول نشاط شبكات تجنيد الجهاديين وإرسالهم للقتال في سوريا، حسب المصادر، التي أوضحت أن الأمر يتعلق بظاهرة "الجهاد الدولي" وشبكات التجنيد العابرة للحدود، وهو وضع يستدعي تنسيقا دوليا، بسبب مخاوف من عودة الجهاديين من سوريا إلى دولهم الأصلية. وتتبادل دول شمال أفريقيا المعلومات الاستخباراتية، وتتابع باستمرار تحركات أشخاص محل شبهة بالتنقل للقتال في سوريا، ما جعل دول غرب أوروبا على غرار ألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، وبريطانيا تنسق معهم، خاصة بعد أن كشفت تحقيقات أجهزة أمن دول غربية لجوء جهاديين أوروبيين من أصول مغاربية للتنقل إلى سوريا، انطلاقا من دولهم الأصلية، لتضليل أجهزة الأمن في الدول التي يحملون جنسيتها، خاصة الجزائريين والتونسيين والمغاربة. وقالت المصادر إن شبكات تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا تغير أسلوبها لتضليل أجهزة الأمن في الدول الغربية، وأثبتت التحقيقات التي باشرتها عدة دول، وفي مقدمتها الجزائر، أن هذه الشبكات تدرب الشباب المرشحين للقتال في سوريا على مبادئ التنقل الآمن، أو ما يسمى أمن المواصلات من أجل حماية شبكات التجنيد التي تم تفكيك عدد منها في دول غربية ومغاربية. وكشفت التحقيقات أجهزة الأمن الجزائرية، بالتنسيق مع نظيرتها التونسية في الآونة الأخيرة، أن شبكات تجنيد الجهاديين تحصل على التمويل من مواطنين يقيمون في دول غربية، وتطلب من الراغبين في التنقل إلى سوريا تسديد جزء من نفقات السفر. ويحبذ اغلب الجهاديين من دول غرب أوروبا قضاء فترة من الوقت في ليبيا، قبل التنقل إلى سوريا، ويسافر هؤلاء إلى ليبيا في العادة برا، متسللين بلا وثائق، وفي ليبيا يحصلون على جوازات سفر مزورة.