تحتفي ولاية قالمة على غرار الولايات الجزائرية بالذكرى الستين لاندلاع الثورة المجيدة، ثورة شهد لها العالم بأسره انها قضية شعب أراد استرجاع سيادته وحقه في تقرير المصير رغم الحشود العسكرية الفرنسية. ومن بين المناطق التي كان لها دورا هاما ابان الثورة التحريرية هي المنطقة التاريخية الثانية والتي وسعت العمليات في الشمال القسنطيني خاصة هجمات 20 اوت 1955 بقيادة ديدوش مراد وزيغود يوسف، علي كافي، لخضر بن طوبال.. والصالح الحروشي وغيرهم من الشهداء والتي الحقت خسائر كبيرة بالمستعمر بقيادة جنرالات لهم وزنهم في تلك الفترة، وترسانة عسكرية جد متطورة لكن عزيمة المجاهدين كانت اقوى رغم قلة امكانياتها تمكنت من التغلغل في كل مرة في محميات العدوومن جميع النواحي لتلحق به أضرارا جسيمة. فالولاية التاريخية الثانية كما أكد الأستاذ محمد شرقي في محاضرة ألقاها بقاعة المحاضرات سويداني بوجمعة بجامعة قالمة 1945 ''قدمت الكثير للثورة الجزائرية، حيث جمعت اكبر عدد من الوحدات العسكرية مقارنة بالولايات الاخرى وكبدت خسائر كبيرة بالعدو، كما سقط منها الآلاف من الشهداء، وبقت صامدة أمام كل هجوم مضاد يقوم به العدو، الذي اتبع سياسة المحرقة مرتكبا أبشع المجازر والجرائم ضد الإنسانية، ضد شعب اعزل معترفا بذلك بضعفه وعدم تحمله مقاومة أبطال صمموا على الاستقلال مهما كان الثمن". وقال "القل، سكيكدة، قسنطينة، قالمة، عنابة، القالة، سوق اهراس وجيجل وسطيف وبجاية، كل هذه المناطق كانت مسرحا للعمليات العسكرية التي قام بها الابطال، ولكي لا تُنسى واجب علينا ان نحب الثورة ونجعلها تسكن فينا حفاظا عليها من الضياع وتخليدا وتمجيدا لشهدائنا الابرار الذين ضحوا من اجل الأجيال التي تنعم الآن بالحرية".